كورونا علمتني ألا أثق بطول الأمد وثبات الأحوال فالكون يتغير بلمح البصر والأمور تستجد في كل ثانية، فتركت التسويف إلى غير رجعة وبدأت أنجز ما أخطط له أولا بأول دون انتظار مقابل، فإن أتى فأهلا وسهلا وإن تأخر فلكل أجل كتاب وإن ضل طريقه فلن أركن للأسف فنحن في كل يوم لنا عوض جديد.
علمتني كورونا أن الصبر الذي كان صفة أجنح لها في الطوارئ إذا نفد الاحتمال هو عقار يجب أن التزم به مدى الحياة في كل الأحوال واستشعر فوائده التي تنعكس على البدن والخاطر وتسكن الآلام.
الملل الذي رغم نعمنا الكثيرة وأهمها الحرية المطلقة في التنقل والاجتماع بالأحباب مهما كان عددهم والذي يزيد متضاعفا في الأفراح خجل من نفسه كثيرا وأقسم أنه سيختفي ولن يعود مهما تبدلت الأحوال إلى الأفضل وصحت الأرض وتنفست سلامة وشفاء وسيرتدي حلة جديدة ويعرف نفسه بتعريف جديد ستكون السلوى اسمه والانشراح صفته والتسلية عنوانه.
التمتع بالأشياء صدقا أصبح له في قاموسي نمط جديد بدأت أتذوق الماء واستشعره وأتلذذ بالطعام وأركز على تخمين نكهاته واستمتع بالرطوبة وحرارة الشمس عندما أسير لمركبتي وأتمنى أن يكون حيز كورونا صغيرا كصغر المسافة التي اجتازها، فمشقة قليلة بعدها راحة كثيرة خير لي من راحة طويلة ومشقة مضاعفة الأوقات، بدأت استمتع بلحظة الرفقة أكثر واستمتع بالمناسبات التي حدت نفسها بالاحترازات وأعشق لحظات الفسح متذكرة بغصة أوقات الحظر.
اكتشفت مع كورونا أن تدريب النفس على قوة الاحتمال أمر ليس شاقا وقد تتفاجأ بالنتائج التي تحققها وأذهلني كيف يستطيع الإنسان التأقلم مع الظروف متى عقلها واتكل وقرر أن يسايرها متفائلا.
* عقار
إذا اختل وزن الصبر أصبح كل شيء معرضا للانكسار.
@ALAmoudiSheika