يأتي هذا الموقف في ظل حالة عدم اليقين التي تكتنف موعد عودة طهران للمحادثات غير المباشرة في فيينا وما إذا كان الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي يرغب في استئناف المحادثات من حيث انتهت يوم 20 يونيو أو المطالبة ببداية جديدة.
وأفاد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن «الغموض الشديد» يلف نوايا إيران، التي قالت «إنها لن تستأنف المحادثات إلى أن يتولى رئيسي السلطة».
وقال لـ «رويترز»: «إذا عدنا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، فلن يكون حينها سبب لمعاقبة الشركات التي تستورد النفط الإيراني»، وحد الاتفاق النووي من برنامج إيران النووي مقابل إعفائها من العقوبات الاقتصادية.
وأضاف المسؤول: «إذا كنا في أجواء يتلاشى فيها على ما يبدو احتمال العودة الوشيكة لخطة العمل الشاملة المشتركة، فعندئذ سيتعين تعديل هذا الوضع».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من ذكر أن واشنطن تدرس تشديد إنفاذ عقوباتها المتعلقة بإيران، خاصة على الصين التي حصلت على متوسط يومي قدره 557 ألف برميل من الخام الإيراني بين نوفمبر ومارس وفقا لـ «ريفينيتيف أويل ريسيرش».
وشركات التكرير الصينية هي أكبر مستورد للنفط الإيراني.
وذكرت «رويترز» أن شركة «تشاينا كونكورد بتروليم» الصينية للخدمات اللوجستية برزت كطرف رئيسي في توريد النفط الخاضع للعقوبات من إيران وفنزويلا.
وقال روبرت أينهورن، المحلل بمعهد «بروكينجز»: إن تلميح المسؤولين الأمريكيين إلى اتخاذ إجراءات صارمة محتملة قد يكون تهديدا مستترا بأن لدى واشنطن طرقا لجعل طهران تدفع ثمن أفعالها.
وأضاف: «ربما يستهدف (التلميح) أن يبعث برسالة إلى رئيسي مفادها أنه إذا لم يكن الإيرانيون جادين بشأن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فلدى الولايات المتحدة خيارات وسيكون هناك ثمن».
ومضى يقول: «إن رد فعل الصين سيعتمد على ما إذا كانت تلقي باللوم على إيران أو الولايات المتحدة في الجمود الذي يعتري المحادثات، وعلاقات بكين وواشنطن متوترة بشأن قضايا تتراوح من حقوق الإنسان إلى بحر الصين الجنوبي».
وقال مسؤول إيراني: إن المرشد هو من بيده تحديد موعد استئناف المحادثات، مشيرًا إلى أن ذلك قد يحدث عندما يتولى رئيسي السلطة في الخامس من أغسطس أو بعد ذلك ببضعة أسابيع. وقال أيضًا إنه لم يتضح بعد ما إذا كان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي سيظل في منصبه.
وقال «يريدون (وضع) شروطهم ولديهم مطالب أكثر مثل الاحتفاظ بتخصيب نسبته 60 % أو بسلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة وعدم تفكيكها مثلما تطالب واشنطن».
وتجبر حالة الغموض هذه الولايات المتحدة على بحث احتمالات جديدة، حتى على الرغم من قول مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بعدم وجود خيارات جيدة لإحياء الاتفاق النووي.