وأمتنا من أوائل الأمم، الذين أبحروا في العلوم، وعلماؤنا في مقدمة مَنْ وضع أسس الحضارة وما تجارب الأولين إلا مرآة الآخرين، وبما أن تاريخهم مشرف فقد استند علماء الغرب في اكتشافاتهم على أبحاث ودراسات العلماء المسلمين، الذين وهبهم الله نعمتي التفكير والإبداع. والنجاحات قد تمر بمراحل عديدة تصيب وتخطئ إلا أن عدم اليأس وتعدد المحاولات هي التي تقودك للوصول كالذي حدث في مجال الطيران للأندلسي الأمازيقي عباس بن فرناس مثلا.
لقد أصبح المبدع ذهنيا أو جسديا رأس مال، والإبداع أيا كان ثقافة تحمل في طياتها مجموعة من الأفكار قاسمها المشترك القدرة والقدوة إذ إن لكل إنسان هواية تصغر أو تكبر حسب قدراته وبيئته؛ لأن بعض الإحصاءات تقول إن نسبة الإبداع ترتفع عند الأطفال قبل دخولهم المدرسة إلى نسبة 90 %، وتقل كلما زاد بهم العمر، ولذلك فإن هذه المحطة من أخطر المراحل العمرية، التي يجب التركيز عليها من قبل القادة والموجهين في البيت أو المدرسة لإحياء الإبداع لديهم وإلا فسيصبحون من قاتليه!.
وإذا كان لكل إنسان كما يقولون مقياس ذكاء متوسطه 100 درجة، فإنه يصل عند العبقري إلى 160 درجة، والإنسان المثالي غالبا لا يستخدم إلا 4 % من قدراته العقلية، ومن هنا جاءت الحاجة للإبداع والبحث عن المواهب، التي لقيت اهتماما من القادة والمكتشفين في العقود الأخيرة؛ لأن حاجة الدول والمجتمعات لعقولها المبدعة اليوم هي أهم من أي وقت مضى لما لها من دور في حل المشكلات التنموية النائمة وإلا لماذا يتم احتكار الأدمغة في الدول المتقدمة بينما تبقى الدول الموصوفة بالتخلف في دائرة الاستهلاك وهأنت ترى ما أفرزته المجتمعات القوية في مجال الصناعة والكهرباء والغذاء والدواء، وما نلمسه في مجال النقل والمواصلات ووسائل الاتصالات (ويخلق ما لا تعلمون).
والتاريخ لا يحفظ إلا سيرة العظماء، الذين خلد أسماءهم بسبب مساهماتهم في بناء ذلك العصر الجديد، الذي غيّر وجه الأرض اليوم، وأسعد الناس وإن كانت وجهته القادمة أغرب من الخيال.
@yan1433