وأشار مصدر ميداني لـ «اليوم» من الأحواز، إلى أن النظام الإيراني عاود إغلاق السدود بشكل تام، وترك الشعب الأحوازي غارقا في استخدام المياه الآسنة غير الصالحة للاستخدام الآدمي، كما أنها اعتقلت الألوف من المتظاهرين.
وأوضح المصدر أن المظاهرات بدأت سلمية من الخفاجية، مطالبة بمياه نظيفة، موضحا أن الحكومة الإيرانية كانت تغلق السدود بشكل جزئي في الأحواز منذ 25 سنة، فكانت المياه التي تصل لمنازل الأحوازيين مختلطة بشكل جزئي بمياه الصرف الصحي، أما الآن فأغلقتها بشكل كلي، وأصبحت تحول مياه الأنهر العذبة والصالحة للاستخدام إلى أصفهان، ولم يتبق للأحوازيين سوى مياه الصرف الصحي، مما دفع الناس للتظاهر وتجاوز خوفهم من القمع والاعتقالات من قبل قوات الحرس الثوري والباسيج، فلم يعد لديهم ما يخسرونه.
ولفت المصدر إلى أن الشعب الأحوازي الفقير بسبب ظلم النظام وتفشي البطالة بين شبابه، يضطر إلى شراء الماء رغم وجوده في منطقة تزخر بالأنهار العذبة، ولكن النظام الجائر منعها عنهم، فهم الآن يشترون الماء إلى جانب الخبز الذي يعتبر مصدر غذائهم الأكبر، حيث يتكلف الفرد ما يقارب 150 دولارا شهريا من أجل الماء فقط.
وأوضح المصدر أن مشكلاتهم لا تنحصر فقط على المياه، فهم يطالبون بحل العطالة وتحسين الأوضاع، كأفراد يجب أن تتمتع بحقها في العيش، بالمقابل اتهمتهم الحكومة الإيرانية بالإرهاب وتلقي دعم خارجي ليتظاهروا ضد نظام الملالي.
وأكد المصدر أن المظاهرات ستستمر رغم القمع وإطلاق الرصاص، وسقوط قتلى، ودعسهم بالأرجل، مؤكدا أن الاعتقالات بالألوف وهي مستمرة حتى اليوم، والتهمة الموجهة إليهم هي المطالبة بتحرير أرضهم، وأوضح أن عدد الشهداء وصل حتى الآن لما يقارب 10 أشخاص.
يشار إلى أن موجة جديدة من التظاهرات انطلقت في إيران، منذ نحو 13 يوما، بداية من إقليم الأحواز في عدد من المدن مثل الأحواز والمحمرة ومعشور، بسبب تفاقم أزمة المياه، وتحويل مجرى الأنهر لمحافظة أصفهان، وعدم مقدرة الحكومة على السيطرة على الأزمات، وامتدت تلك الاحتجاجات من الأحواز إلى محافظات مختلفة من إيران من الشمال الغربي إلى الشمال الشرقي ووسط البلاد، كما خرجت احتجاجات في مدينة كرج دعما لاحتجاجات الأحواز، وكانت تبريز أيضا مسرحا للاحتجاجات مساء السبت الماضي، وكذلك كانت بجنورد في خراسان الشمالية، وساز في كردستان، وأصفهان، من بين المناطق الأخرى التي شهدت اضطرابات واحتجاجات في الأيام الأخيرة، ووفقا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، فقد تم قتل 5 أشخاص على الأقل، بينهم ضابط شرطة، في الاحتجاجات الأخيرة، لكن منظمة العفو الدولية قالت في تقرير إن عدد من تم قتلهم 8 أشخاص، وقد أدى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وانهيار العملة الوطنية، والتضخم المرتفع، والقمع المكثف للمنتقدين والمعارضين، فضلا عن العوائق السياسية، إلى زيادة الاستياء في إيران، وذلك حسبما ذكر موقع إيران إنترناشونال.