وتابع المقال: هذا يقوّض القرار غير الملزم، الذي أقره البرلمان الأوروبي مؤخرًا، وحث مسؤولي الاتحاد الأوروبي على تجاهل الحدث ردًا على انتهاكات الصين الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأضاف: أكد ميتسوتاكيس وتشي على استعدادهما لزيادة التجارة والاستثمار والتعاون الثقافي، إذن ما الذي تخطط له أثينا؟
ومضى الكاتبان بقولهما: يعتقد بعض القادة الأوروبيين أن بإمكانهم رسم مسار مستقل بين المجتمع عبر الأطلنطي وبكين، كوجه حديث لعالم عدم الانحياز.
وأردفا: في سبتمبر الماضي، عقد ميتسوتاكيس قمة مع يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، واتفقا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، وفي 2019، قام تشي بزيارة رسمية إلى أثينا، حيث التقى ميتسوتاكيس والرئيس اليوناني آنذاك بروكوبس بافلوبولوس.
وأشارا إلى أن اليونان عضو في مجموعة 16 + 1، وهي مبادرة صينية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين بكين و16 دولة في وسط وشرق أوروبا، كما تستضيف اليونان معهدين من «كونفوشيوس».
وتابعا: ليس من المستغرب أن بكين، التي مارست منذ فترة طويلة نهج فرق وتغلب في التعامل مع الأوروبيين، تريد روابط أوثق مع أثينا.
ولفتا إلى أن الوجود القوي في حوض البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يرسخ شبكة الحزام والطريق من النفوذ التجاري والتجاري والاقتصادي.
وبحسب الكاتبين، فإن اليونان هي أيضًا قناة نفوذ في البلقان، التي تعتبرها الصين منذ فترة طويلة رأس جسر محتمل في جنوب وسط أوروبا.
وأضافا: يضع هذا الموقع نفوذ بكين على عتبة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي، في البلدان الضعيفة خارج هياكل التحالف، ولكنها قريبة بما يكفي، حيث يمكن استخدام نفوذ الصين لتشكيل أو زعزعة الاستقرار في أوروبا كما تراه بكين مناسبًا.
وتابعا: لهذه الأسباب، فإن قرار ميتسوتاكيس المبكر بحضور حفل افتتاح الأولمبياد هو مدعاة للقلق، هل هذا دليل على أن القوة الناعمة الصينية تعمل على تليين أوروبا.
وأشارا إلى وجود مخاوف من القوة الصلبة أيضًا، بينما يعرب حلف «الناتو» كمنظمة عن قلقه المتزايد بشأن الصين، فإن الممثل الدائم لليونان لدى الناتو، سبيروس لامبريدس، يبدي لهجة أكثر غموضًا.
ودلل على ذلك بتصريحه المؤكد بأن بلاده لديها الحق في الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق وإنها لن تتخلى عنها لمجرد أن الآخرين يفعلون ذلك.
ومضيا بالقول: دول مثل اليونان، التي منحت بكين السيطرة على ميناء أوروبي رئيسي من خلال السماح لشركة الشحن الصينية العملاقة كوسكو بشراء 51 في المائة من ميناء بيرايوس، وضعت نفسها في مكان محفوف بالمخاطر بشكل متزايد، لقد أصبح من الصعب عليهم قول «لا» لبكين، مما يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على سيادتهم.