وعدم الشكر هدف يسعى الشيطان إلى تحقيقه يقول الله تعالى عن الشيطان: ﴿لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين﴾، فهنا كشف الله عن إبليس وأظهر حقيقته الذي يسعى لتحقيقها وهي الإغواء بالبشر والوصول بهم إلى درجة عدم الشكر.
فالوصول إلى منزلة العبد الشكور لا بد فيها من الاستعانة بالله والدعاء والالتجاء، قال سليمان: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي..} فبدون المعونة من الله لا يمكن أن يصل الإنسان إلى منزلة العبد الشكور، والشكر يعد سببا في رضا الله تعالى، فقال الله تعالى: {وإن تشكروا يرضه لكم}.
وقال ابن القيم - رحمه الله -: الشكر يكون: بالقلب: خضوعا واستكانة، وباللسان: ثناء واعترافا، وبالجوارح: طاعة وانقيادا وقال عمر بن عبدالعزيز: (تذاكروا النعم فإن ذكرها شكر). ويعد شكر الله من صفات المؤمنين الذين قال عنهم سبحانه: «وقليل من عبادي شكور»، فالشكر هو دليل معرفة عظيم النعم التي وهبها الله لعباده، وقد سمى الله نفسه بالشكور أي كثير الشكر، فالشكر هو مفتاح الزيادة من الخيرات. وقال تعالى: {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}.
وقد ذهب الفقهاء إلى أن شكر الله على نعمه واجب في الشرع من حيث الجملة، ولا يجوز تركه بالكلية، وقد استدل على ذلك بالآيات القرآنية الكريمة التي فيها الأمر بالشكر، كقول الله -سبحان وتعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} وقول الله تعالى أيضا: {فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون}.
ولماذا لا نشكر هذه النعم ونستشعر قيمتها بقلوب واعية ومدركة، وما الذي يحول بيننا وبين شكرها يقول الله تعالى في الآية: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
[email protected]