التأمل يعلمك أن تجعل عينيك كالعدسة المكبرة تلتقط الأشياء، ثم تسجل تفاصيلها في مخزونك الذهني، فتثري مفاهيمك بفروعها المختلفة.
يعلمك أيضا ألا تكتفي بقراءة العبارات، بل يساعدك على أن تستوعب معناها والمقصد، الذي تريد أن تأخذك إليه، وإن كان ترفيهيا توسع مداركك اللغوية وتثريها، فأنت تتعلم البحث عن الكلمة الصائبة للتعبير بإيجاز عن مقصدك وتعلمك كيف تبعثر السطور فلا يستدل على غايتك.
يعلمك أن تتذوق الطعام ولا تكتفي بمضغه، بل تأخذك إلى رحلة من نوع آخر إن أردت التعمق بنعمة الطعام فتربط بين ألوانه وأصنافه وحالتك النفسية والصحية والذهنية فتنشطها بهذا السبيل إذا أردت، مثلا عند كتابة مقال ما يشاركك كأس ماء كريستالي مضاف إليه قطرات من ماء الزهر ومزيناً بورق النعناع تركيبة ألوان ورشفات تشعرك بمذاق الحياة المرفه رغم بساطتها ورغم كونه سهلا إلا أنه قد يكون الممتنع، الذي يتوسل قطرة منه دون مذاق أو لون شخص ما في مكان على سطح الحياة، فتحمد الله وتتضاعف ملذاتك بتلك الكأس.
يعلمك التأمل أن كل منظر في الطبيعة مشبعا بالألوان، وإن اقتصر لونه على البياض أو أي لون من الألوان، وأن كل منظر بشري بأفعاله الصادرة وردات أفعاله المستقبلة مشبعا بالدروس ومدرسيها من مختلف الفئات والأعمار، وذاك التشبع في الألوان والأفعال يقودك لأن تدرك أن السطحية في بعض الأمور قد تفقدها روعتها، فتمر عليها سريعا وتجتاز محطاتها وتفوت مدى روعتها وما قد تشتله من مفاهيم وجماليات في الإدراك.
* تأمل
وخير التأمل تأمل يتجرد الإنسان فيه من كل شيء إلا حضوره في يد واهب كل شيء عالم السر وما أخفى، والقلب وما حوى، والكتاب وما به خُط فوعى.
@ALAmoudiSheika