@shlash2020
فتاة تتكلم عن والدها بما لا يليق عند مَنْ يستحق، ومَنْ لا يستحق! أبناء رجل ناجح يدمرون تاريخ والدهم بتصرفات خاطئة! مَنْ المسؤول؟! الأبناء أم الأب أم المجتمع؟! ذكر غرس النعمة الصابئ في كتابه «الهفوات النادرة»: قيل للمأمون: إن بني علي بن صالح صاحب المصلى فجار سفهاء، قد نقش كل واحد على خاتمه ما يدل على مجونه وفجوره، فقال المأمون لعلي: أحضرني أولادك لأقدمهم وأرتبهم، فقال: السمع والطاعة، فلما دخلوا عليه، قال: يا سفهاء قبحكم الله، تركتم الأدب واطرحتموه، وآثرتم المجون والسفه واتبعتموه! هذا وأبوكم أحد العلماء والفقهاء، الذين يرتضى برأيهم ويستضاء بهديهم! ثم أقبل على علي، فقال له: مال الذنب إلا لك، لأنك أهملتهم حتى تتابعوا في غيهم وتركوا ما كان أولى بهم وبك! قال: ما لي عليهم قدرة ولا طاعة، لا سيما هذا الكبير فإنه أفسدهم وأهتكهم، ويزين لهم سوء أعمالهم! فأطرق الكبير وأمسك، فقال له المأمون: تكلم، فقال يا أمير المؤمنين، هل أحمدت رأي أبينا إذ أحمدت فهمه وعلمه؟ قال: نعم، فذكر الابن قصة عجيبة تبين فساد رأي أبيه وكيف أنه فقد السكر في بيته فنذر قائلاً: ما ها هنا ما هو أبلغ في عقوبتكم من أن أقوم على إحدى رجلي ثم لا أضع الأخرى على الأرض ولا أراوح بينهما حتى تحضراني الجنس الذي طلبته، ليس بوسخ ولا مضرس ولا لين المكسر ولا محدث العمل ولا معوج القالب؛ ثم وثب وقال: (يُوفون بالنَّذْر ويَخافونَ يوماً كان شَرُّه مُسْتَطيراً) والله ثم والله لا أزال قائماً حتى أوفي بنذري! ولم يجلس لساعات هو وأبناؤه وبناته حتى جاء السكر، أراد علي بن صالح أن يتكلم فأسكته المأمون، الرأي غير العلم والثقافة، وفساد الرأي له آثاره المدمرة على البيوت والمجتمعات، فكيف إذا اجتمع فساد الرأي مع قلة العلم والثقافة؟!
بعض الآباء يجهّز أبناءه للعقوق المستقبلي، وتدمير السمعة القادم بأساليبه التربوية الخاطئة. يرى أنه المحسود المحارب من أقاربه، فلا يتوقف عن ذكر مساوئ الأقارب أمام أولاده ليخرّج أبناء حاقدين على أقاربهم، ومَنْ حولهم؟! بعض الآباء يتعرض لتربية قاسية أثناء صغره بحكم ما كان سائداً، فيتحول على النقيض في كبره، ويترك الجمل وما حمل لأولاده حتى لا يعانوا بظنه نفس معاناته. بعض الآباء يعاند على رأي تربوي أعمى، فيخرج أبناء حاقدين عليه وعلى المجتمع. لا بد من مراجعة مثل هذه التصرفات ولا بد من العناية بالمشروع التربوي، الذي يحتاجه الأب والأم قبل الأبناء والبنات، تطويراً للنفس وللأساليب وبذلاً للوقت والجهد والمال من أجله، ويظل المصلح هو الله، ولكن لا بد من بذل الأسباب، فهذه سنة الله في الكون.
@shlash2020
@shlash2020