أساليب تطبيق الصيام المتقطع متعددة، أفضلها: صيام 16/8؛ أي الصيام لفترة 16 ساعة والأكل مدة 8 ساعات (يمكنُ تطبيق هذا الأسلوب بشكل يومي، أو صيام يوم إلى ثلاثة أيام أسبوعيًا، أو الصيام يومًا والإفطار يومًا)، وطريقة أخرى هي تناول الطعام كالمعتاد مُدَّة 5 أيام، وتناول وجبة واحدة إلى وجبتين ذات سعرات حرارية بمقدار 500-600 سعرة في كل يوم من اليومين الأخيرين (هذه الطريقة مناسبة لمَنْ يصومون الإثنين والخميس ويرغبون في إنقاص الوزن). أمَّا الصيام لفترات طويلة كالصيام 24 أو 48 ساعة فهذا يُسمى «تجويع»، وغير صحي؛ لأنَّه يؤدي إلى ضعف التماثُل الغذائي، ونقص الفيتامينات والمعادن، وتدهور الحالة الصحة، والأفضلُ الابتعاد عنه. فيما يتعلق بمقدار الوزن الذي سيفقده المتبع لهذا النظام الغذائي فيعتمد على عاملين مهمين، هما: مدة التطبيق، ومقدار تقليل السعرات الحرارية.
مع بداية تطبيق الصيام المتقطع يَشعرُ الشَّخص بالجوع والعطش، لكن سُرعان ما يتعوَّد الجسم على ذلك، مثل ما يحدث في بداية صيام رمضان، وهذا النظام الغذائي ينبغي أن يكون أسلوب حياة لتحقيق أكبر قدر من النتائج الإيجابية؛ كتخسيس الوزن، أو المحافظة عليه، والوقاية من الأمراض أو التحكم فيها، لدى مَنْ يعانون من مشكلات صحية مُزمنة، وكذلك تعزز مناعة الجسم. ولأنَّ نزول الوزن يكون بشكلٍ تدريجي مع نظام الصيام المتقطع فهو لا يؤدي إلى شحوب البشرة، وضعف الجسم، وحدوث ترهُّلات الجلد المزعجة، أو الإصابة باضطرابات نفسية وتقلبات مزاجية، أو ارتفاع خطر الإصابة بحصوات الكلى والمرارة، فهذه المضاعفات كما هو معلوم شائعة لدى مَنْ يفقد وزناً كبيراً خلال فترة زمنية قصيرة.
خلال فترة الصيام يمكن التنويع بين الصيام الشرعي كصيام رمضان والصيام عن الأكل فقط مع إمكانية تناول الماء والقهوة والشاي دون إضافة سكر. وخلال فترة الأكل يُسمح بتناول أي نوع من أنواع الأطعمة الصحية والمغذية، لكن ينبغي الأكل باعتدال، فلا يمكن أنْ تتخلَّص من الوزن الزائد مع تناول كميةٍ كبيرةٍ من الأطعمة، وعلى وجوه الخصوص الأطعمة الدُّهنية والوجبات السريعة والحلويات. ويُفضَّل الحرص على تناول حصصٍ كافية من الفواكه والخضار، واستبدال الكربوهيدرات المكررة (كالدقيق الأبيض والأرز) بالأخرى المعقدة غير المكررة (كالحبوب الكاملة)، وتناول اللحم منزوع الشحم أو الدجاج منزوع الجلد، والدهون الصحية.
وفيما يتعلق بالوقت الأنسب لممارسة الرياضة مع الصيام المتقطع، فالأفضل تأجيل التمارين الرياضية إلى ما قبل الإفطار (انتهاء وقت الصيام) بساعة ليتمكن من الانتهاء قبل الوجبة بوقت وجيز أو بعد تناول الطعام بمدة 2-3 ساعات.
ويعد الصيام المتقطع آمنًا لكثير من الأشخاص سواءً السليمين أو مَنْ يعانون من أمراض مزمنة، والإرشادات المتعلقة بكيفية تناول الأدوية وتعديل الجرعات مشابهة للتغيرات المصاحبة لشهر رمضان. وهو رجيم غير مكلف ماديًا، ولا يستدعي دفع مبالغ مالية مقابل الاشتراكات أو حضور الدورات عبر صفحات الإنترنت أو التطبيقات، أو مقابل وصفات الطبخ المدفوعة كما يحدث مع بعض الحميات الغذائية، التي هدفها الأول تحقيق الربح المالي، بل هو أكثر فائدة من بعض هذه الحميات، وأسهل تطبيقًا واستدامةً.
ختامًا، الصيام المتقطع أتت الإشارات إليه في الشريعة الإسلامية قبل الدراسات والأبحاث العلمية، كما في أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ومنها قوله: (صوموا تصحوا)، وقوله: (صم من الشهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها)، وقوله: (إن أَحب الصيام إلى الله، صيام داود)، ومن هنا يمكن للشخص أن يجمع بين الأمرين، فيصوم عبادة لله فينال الأجر على الصيام، ويصوم حفاظاً على نفسه، فيكتب له الأجر أيضاً، من باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولنفسك عليك حقاً فأعط كل ذي حقٍّ حقه).
@DrAbdullahA1