هذه النسبة الكبيرة تعطي مؤشرات مهمة ينبغي الأخذ بها على مستوى المؤسسات الحكومية سواء صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو غيرها.
هنا أحبتي: يجب أن نبحث -أنا وأنتم- عن الدور المتبادل بين الأسرة والمؤسسات الأخرى، هذا الدور الذي من المفترض أن يضمن تنشئة هؤلاء الـ40 % من المجتمع بالشكل السليم، تنشئة أخلاقية ونفسية واجتماعية تجعل منهم أسوياء (ويكفي أن يكونوا كذلك)؛ لأن الفرد السوي (لا تخاف عليه وعلى مستقبله) أعني أن لديه من «المسؤولية» ما تجعله يكون مفيدًا لنفسه ولغيره، ومن «المرونة» ما تجعله يتحمل ظروف الحياة.
*موقف*
أحد الزملاء، كنت أتعجب من هدوء وأدب وصمت أبنائه، حتى إنني كنت -جهلاً- أقول لأبنائي كونوا مثل أبناء أبو فلان: لا إزعاج ولا عقوق ولا طلعات.. في البيت 24 ساعة!
وتمر الأيام.. إلا أن المفاجأة كانت فعلا صادمة عندما وجدت اثنين من أبناء هذا الزميل في إحدى دور الأحداث جراء قضية سيئة! والأكثر صدمة عندما علمت أن أداة القضية كانت عبر ألعاب البلايستيشن، التي كانت مسيطرة بالفعل عليهم حتى جعلتهم: *لا إزعاج ولا عقوق ولا طلعات.. في البيت 24 ساعة!*
كان لا يعرف عن الأبناء شيئًا سوى أنهم موجودون داخل الغرفة يلعبون ويستأنسون -حسب قوله-.
تخيلوا أن ربع أطفالنا يقعون تحت هذا النوع من التنشئة الوالدية! هذا يعني أن مليوني طفل من أطفالنا معرضون لانحرافات أخلاقية إلكترونية المصدر.
وهذا يقودنا إلى السؤال الأهم: كيف سيكون مستقبلهم؟! وماذا لو كانت النسبة أعلى من الربع؟!
يرى أرباب نظريات الإرشاد الأسري مثل منيوشن وهورني وهيلي: أن جمود الأدوار في الأسرة من أبرز المشكلات الأسرية، وهذا الجمود يحرم الأسرة من خصائص الأسرة الصحية وهي: الاتصال الواضح والمفتوح بحيث لا أسرار بينهم، والتحدث مع بعضهم بشكل مستمر، والنصح لبعضهم البعض، والوصول إلى اتفاق وتفاهم.
*بصوت خفيف:*
مسألة توفير الغذاء والسكن والرعاية يشترك فيها رب المواشي مع رب الأسرة!