وتابع يقول: في ظل الحروب العرقية الحالية بين تيغراي والأمهرة والأورومو، فإن نظام أبي أحمد غير قادر على جلب الاستقرار والازدهار الاقتصادي إلى إثيوبيا.
وأردف: بدلاً من ذلك، فإن نظامه مدين بالفضل للديكتاتور الماركسي الميكافيلي في إريتريا، أسياس أفورقي، بتكلفة تشغيلية ضئيلة، فإن أفورقي هو الفائز الإستراتيجي من الاضطرابات في إثيوبيا، حيث تمكن من تحقيق 3 أهداف.
وأشار إلى أن هذه الأهداف هي «بلقنة إثيوبيا» عن طريق إشعال الصراع العرقي، إطاحة نظام جبهة تحرير شعب تيغراي من المشهد السياسي، ونزع الشرعية عن حكومة أبي أحمد محليًا وداخليًا من خلال إنشاء إثيوبيا غير قابلة للحكم.
وأردف يقول: إضافة إلى ذلك، منح زواج المصلحة بين أبي أحمد وأفورقي، الأخير فرصة سانحة لفرض تكاليف عسكرية وجيوسياسية إستراتيجية على نظام الأول، والأهم من ذلك إثيوبيا.
الحرب الدائمةومضى الكاتب بقوله: حتى الآن، أفورقي هو الفائز في الصراع في إثيوبيا لأن الاضطرابات تساعد في إبقاء نظامه قائماً، فمنذ 1998، استخدم النظام الإريتري الحرب مع إثيوبيا كذريعة لإبقاء الدولة الصغيرة في حالة حرب دائمة، نشر أفورقي قوات في صراع مع تيغراي لمنح نظامه -أحد أكثر الديكتاتوريات وحشية في العالم بجانب كوريا الشمالية وسوريا- شريان حياة، ويبدو أن هذا التكتيك يعمل ولكن إلى متى وإلى أي مدى؟
وأضاف: في عهد أحمد، الذي تحول من حائز على جائزة نوبل للسلام إلى داعية حرب، بدت إثيوبيا تشبه يوغوسلافيا السابقة، وإذا استمرت في التحرك في هذا الاتجاه، فسوف تصبح قريبًا دولة فاشلة.
وتابع: لم تشهد إثيوبيا في عهد أحمد شيئًا سوى الفوضى، فاز «أبي» في الانتخابات المتنازع عليها في إثيوبيا عام 2021، مما جعله رئيسًا للوزراء لمدة 5 سنوات، ليس لدى حكومته مجال كبير للمناورة لأنها يجب أن تتعامل مع الصراع المستمر في تيغراي، والميليشيات العرقية الأمهرة والأورومو التي تقود البلاد نحو البلقنة، وتدخل النظام الإريتري.
ولفت إلى أن العداء بين مختلف الجماعات الإثنية الإثيوبية ليس جديدًا، ولكنه ظل قوة نائمة في مأزق بسبب استبداد الحكام الإثيوبيين السابقين.
وأردف: الآن يتم استغلاله ببراعة من قبل النظام الإريتري، خلال حكم أفورقي الذي استمر لأكثر من 3 عقود على البلاد، أصبحت إريتريا معروفة باسم كوريا الشمالية لأفريقيا، ولديه الكثير الذي يمكن أن يكسبه من إثيوبيا غير الخاضعة للحكم والتي تعوقها التوترات العرقية أو إثيوبيا غير الديمقراطية التي تشبه بلده في أسلوب ديكتاتورية النظام.
الانقسام العرقيومضى الكاتب بالقول: لا يريد النظام الإريتري أن تكون إثيوبيا قوية اقتصاديًا وعسكريًا بما يكفي لإحباط نفوذها في القرن الأفريقي، إن تقسيم إثيوبيا داخليًا على أساس الانقسام العرقي أفضل بالنسبة لأفورقي من إثيوبيا الديمقراطية، التي قد تكون بمثابة مثال تحتذي به دول شرق أفريقيا الأخرى.
ونبه إلى أن الهدف الأساسي لأفورقي هو إطالة أمد ديكتاتوريته في إريتريا، بينما يمكن لإثيوبيا الديمقراطية، التي من المحتمل أن تكون متحالفة مع الغرب، أن تسعى إلى إسقاط نظامه أو استضافة الأحزاب السياسية الإريترية في المنفى، التي تحاول استبدال النظام الماركسي.
وتابع: لم تعد جبهة تحرير تيغراي وسيطًا قويًا في إثيوبيا، لكنها عامل أساسي لاستقرار البلاد، إذا استمر النزاع، فستضطر إلى الانفصال عن إثيوبيا، وستحذو حذوها مناطق أخرى، الصراع الذي بدأ في نوفمبر 2020 آخذ في التطور، مما يعرض مستقبل السيادة الإثيوبية للخطر وكذلك شرعية حكومة أبي أحمد.
وأردف: استعاد مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مدينة «ميقيلي» بعد قتال القوات الفيدرالية الإثيوبية وميليشيات الأمهرة والقوات الإريترية.
وأضاف: انسحبت القوات الإثيوبية من مدينة ميقيلي، التي زعمت حكومة أبي أحمد أنها انسحاب تكتيكي، عاد الأخير الآن بغضب كبير وانتقام للصراع في تيغراي، فحتى الآن، تقاتل الميليشيات من 6 مناطق في إثيوبيا ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وأبرزها مناطق أوروميا، وسيداما، والصومال (منطقة أوجادين في إثيوبيا)، وقوميات وشعوب الأمم الجنوبية.
الفائز الإستراتيجيوتابع دانيال هايلي قائلا: ليس هناك ما يشير إلى أن إريتريا قد سحبت قواتها من منطقة تيغراي، ومن غير المحتمل أن تفعل ذلك لأن أسمرا تستفيد من عدم الاستقرار في أديس أبابا على حساب حكومة أحمد.
واستطرد بقوله: قد يكون أفورقي هو الفائز الإستراتيجي في الصراع الإثيوبي، لكن هذا لا يعني أن العلاقة بين الجارتين ستكون وثيقة من الآن فصاعدًا.
وبحسب الكاتب، يحتاج نظام أفورقي إلى أعداء داخليين وخارجيين لإطالة أمد حكمه، وبالتالي، فإن ترك الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الجريحة يخدم غرضين، أولهما أن زواج المصلحة بين أفورقي وأحمد هو اتفاق تجاري، مما يترك لشراكتهما القليل من فرص البقاء على قيد الحياة إذا كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي خارج الصورة.
وتابع: بدون هذا العدو المشترك، سيكون من الأسهل عليهم القتال، لذلك، فإن الجبهة الشعبية، الملطخة بالدماء، ستكون بمثابة حاجز ضد أي عدوان عسكري إثيوبي مستقبلي.
وأشار إلى أن الغرض الثاني هو أن نظام أفورقي لا يتمتع بشرعية أو موافقة المحكومين في إريتريا، بالتالي فإن ترك جبهة تحرير تيغراي في اللعبة سيساعد في تعزيز السرد في الداخل بأن إريتريا لا تزال في حالة حرب وأن المنطقة في حالة اضطراب، ما سيُجبر الإريتريين على مقايضة الأمن بالحرية وبالتالي إطالة الديكتاتورية الماركسية.
ويختم بالقول: من المفيد للمجتمع الدولي أن يحد من النفوذ الخبيث لأسياس أفورقي قبل أن يجلب المزيد من الفوضى إلى القرن الأفريقي، مثلما فعل في بلده.