@Majid_alsuhaimi
بحكم أننا نمر في أوقات إجازة وتكثر معها مواضيع السفر، فيستعرض الكثيرون تجاربهم من أماكن ووجهات ونشاطات ووسائل نقل وغيرها، أحد الأقارب يستمتع بالسفر إلى أمريكا فيحط في نيويورك ثم يستأجر سيارة تناسب عائلته ثم يقطع الولايات المتحدة من الشرق إلى الغرب فيقف في كل قرية ومدينة تصادفه ويقف على الطريق فيمضي وقتا ممتعا في كل تلك المحطات يقول إن ثلث وقت السفر في الوجهات وثلثيها على الطريق. يقول الطريق هو متعة مستقلة، صحيح أن الوجهة التي أنت ذاهب إليها قد خططت لها وأعددت لها العدة وتأهبت ولكن إياك أن تتناسى أو تتجاهل المتعة أثناء الرحلة وأثناء الطريق فهي لا تقل متعة عن محطة الوصول إن لم تكن أفضل منها، فالوقوف مرة في البحر ومرة في البر ومرة على النهر ومرة في المرتفعات والغببات بل وحتى المشاكل والتعطلات فيها تأملات جميلة ومحطات للاستراحة واكتساب للخبرة والتجارب. صديق آخر يعشق السواحل بشكل جنوني فيقول انطلق من القصيم إلى فرسان بالطائرة ثم استقل سيارة وأقطع المسافة على الساحل الغربي من فرسان مرورا بجيزان وجدة ووصولا إلى تبوك وأقصى الشمال، وذكر أن متعة الطريق هي وجهة بحد ذاتها توازي وجهة الوصول. تأملت في كل ذلك ووجدت أن حياتنا أيضا مليئة بالوجهات، وجهة الدراسة والطموح والزواج والوظيفة والعمل، ولكن السؤال هو أين نحن قبل أن نصل إلى تلك المحطات وماذا نفعل أثناء الطريق؟ هل نمضي الوقت بالتفكير بالوجهة والطموح والخوف والترقب من النجاح والفشل فيه وبالتالي إضاعة وقت الرحلة؟ أم نعيش المرحلة ونستمتع بها وهذا لا يعارض مشروع الوصول إلى الهدف؟ الكثيرون منا يمضون وقتا طويلا في القلق أو التشاؤم متناسين المتعة التي حرموا منها حاليا، فمثلا مرحلة الجامعة من أجمل المراحل في حياة الطلاب، السكن والعزوبية والطبخ شديد الملوحة والدجاج ربع استواء وغسل الملابس والسفر إلى الأهل كلها متعة حدثت قبل التخرج أي قبل محطة الوصول. لذلك أقول إن من نعم الله علينا أن جعل الحياة كلها فرصا للمتعة والسعادة وليس فقط نقطة الوصول أو تحقيق الحلم. إذا كنت في السفينة فتأكد أن هناك متعة قبل أن ترسو على الشاطئ فرحلات البحرية «الكروز» السياحية أكبر دليل على متعة الرحلة. لا أدعو إلى تجاهل القلق وهم القادم من الأيام والترقب ولكن لكل شيء حدا مقبولا إن زاد عنه فاعلم أنه قد قفز على شيء آخر ليأخذ منه، فكن أنت السد المنيع له واستمتع بالفكرة والرحلة والوجهة ولا تجعل حاجزا يقف بينك وبين أي منها.
.وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
@Majid_alsuhaimi