ويتهم الادعاء العام حارس القوات الخاصة السابق بالمساعدة عن علم وطوع في قتل سجناء في المعسكر، بما في ذلك إطلاق النار على أسرى حرب سوفييت في عام 1942 وقتل سجناء بالغاز السام «زيكلون ب».
وبحسب بيانات الادعاء العام، ارتُكبت الجرائم بين عامي 1942 وفبراير 1945، وقد تم تحرير المعسكر من قبل القوات السوفيتية في أبريل 1945.
ومنذ إدانة المشرف السابق على أحد المعسكرات النازية، جون ديميانيوك، في 2011، لم تعد المحاكم الألمانية تصر على إثبات الذنب الفردي في هذه القضايا، وهو ما يكاد يكون من المستحيل تحقيقه، ويكفي إثبات أداء الخدمة في معسكر وقعت فيه عمليات قتل جماعي بشكل واضح.
وأقيم في المعسكر السابق على بعد 30 كيلو مترا شمال برلين نصب تذكاري ومتحف، ووفقا للسجلات، فقد تم احتجاز أكثر من 200 ألف سجين هناك بين عامي 1936 و1945، وتوفي الآلاف نتيجة الجوع والمرض والتجارب الطبية وسوء المعاملة، أو تم إعدامهم.
ويوم السبت الموافق 20 فبراير الماضي، سلمت أمريكا، ألمانيا، الحارس السابق في معسكر الاعتقال النازي فريدريش كارل بيرغر لاتهامه «بالتواطؤ في القتل».
ووصل الألماني، بيرغر، الذي غادر ولاية تينيسي الأمريكية على متن طائرة طبية، ظهر ذلك اليوم إلى مطار فرانكفورت.
وأعرب عن استعداده للإدلاء بشهادته لكن في وقت لاحق وفقا للنيابة العامة في مدينة «تسيله» غادر، لأنه لم تصدر بحقه مذكرة توقيف.
ورغم تقدمه في السن يتمتع بيرغر بصحة جيدة وهو قادر على الخضوع لاستجواب.
لكن النيابة العامة في «تسيله» المكلفة بالملف والتي علقت في نهاية ديسمبر 2020 الإجراءات بحقه لعدم توفر أدلة كافية، تبقى متشائمة حول إمكانية محاكمته.
وقال المدعي العام، برنارد كولكماير، لـ«فرانس برس»: «إنه لن يكون هناك على الأرجح» تحقيق جديد إلا إذا قدم بيرغر اعترافات مفصلة».
وانتقل بيرغر للإقامة في تينيسي في 1959 حيث عاش لسنوات عديدة من دون أن يعرف أحد شيئًا عن ماضيه.
وبدأ المحققون يبحثون عنه بعد العثور على وثائق من الحقبة النازية تحمل اسمه في 1950 في سفينة غرقت في بحر البلطيق.
ويشتبه القضاء الأمريكي بأنه متواطئ في قتل سجناء عندما كان حارسا في مجمع معسكرات اعتقال في «نوينغامه» وفي أحد معسكراته الخارجية بالقرب من «ميبين»، لا سيما خلال عملية إجلاء في مارس 1945.
وكانت المحكمة الأمريكية المتخصصة في قضايا الهجرة قررت في مارس ترحيله إلى ألمانيا «لأنه خدم طوعا كحارس مسلح في معسكر اعتقال شهد عمليات اضطهاد».
وأقر بيرغر خلال استجوابه في الولايات المتحدة بأنه كان لبعض الوقت حارسا في معسكر «نوينغامه» بالقرب من هامبورغ (شمال)، لكنه لم يكن على علم بتعرض السجناء لمعاملة سيئة أو بوفيات في صفوفهم، مؤكدا أنه كان ينفذ الأوامر فقط.
ووضعت الحكومة الأمريكية في 1979 برنامجًا مخصصًا للبحث عن النازيين السابقين المقيمين في الولايات المتحدة وطردهم. في هذا السياق تم منذ ذلك الحين طرد 68 شخصا.
وجرت عملية الطرد الأخيرة في أغسطس 2018 بحق حارس سابق يدعى جاكيف باليج (95 عاما) يقيم في نيويورك منذ 1949، وتوفي بعد خمسة أشهر.
في عام 1938، تأسس معسكر الاعتقال نوينغامه كملحق لمعسكر اعتقال «زاكسنهاوزن» إلى الشرق في براندنبورغ، ثم أصبح معسكر اعتقال مستقلًا في 1940.
وكان السجناء فيه يستخدمون للعمل القسري لاقتصاد الحرب، ونقل إليه 106 آلاف شخص توفي منهم 55 ألفا معظمهم من الإرهاق من العمل.
وفي السنوات الماضية حاكمت ألمانيا وأدانت عدة نازيين سابقين وأصدرت بحق حراس المعسكرات بتهمة التواطؤ للقتل.