الذي نشاهده من خلال تصرفات البعض وليسوا قلة خلف المقود (الدركسيون) على سبيل المثال عند الإشارات عندما تكون هناك مسارات متعددة لا نجدهم يتمسكون بالمسار حسب الاتجاه المراد سلكه بعد الإشارة بل يلزمون المسار الأقل عددا من المركبات بغض النظر عن الاتجاه، وهنا يكون المشهد غير حضاري عندما تضيء الإشارة وغير آمن ومزعج، فمن هو في أقصى اليسار ينطلق إلى أقصى اليمين أو العكس بعد الإشارة، ولكم أن تتخيلوا المشهد، وأثناء السير نجد السواد الأعظم لم يترك مسافة كافية بين المركبات بما يعرف بقانون الثانيتين، بل ربما لا يعلمون كيفية احتساب الثانيتين لحساب المسافة الآمنة بين المركبة والأخرى، وكذلك عدم ترك الأفضلية للعبور بما في ذلك جهل أو عنجهية عدم إعطاء لأفضلية لمن هم في الدوار، ومن فنون وأخلاقيات القيادة المفقودة غياب الصبر ليستبدل باستخدام المنبهة نهارا والأنوار ليلا أو كليهما عند الرغبة في التجاوز!
حرصت أن أستشهد بهذا المثال لكثرة حدوثه وما يسببه من زحام وحوادث، مثال: يكون أمامنا شاحنة طويلة ويريد سائقها أن يرجع من عند الإشارة (U-Turn) وبحكم طول الشاحنة لا بد أن يأخذ السائق يمينا قليلا ليتمكن من الدوران، هنا تكمن الخطورة والجهل معا عندما يستغل السائق الذي يجهل فنون القيادة وآدابها ذلك الفراغ بجانب الشاحنة (ويدرعم) وفي هذه الحالة يحتك به صاحب الشاحنة لأنها و قعت فيما يعرف بالنقطة العمياء، ويقع الحادث عند الإشارة وتتعطل الحركة ليس بسبب الفراغ الذي أحدثه سائق الشاحنة، بل بسبب الفراغ الذي في عقل السائق الذي لم يجد في مدارس القيادة من يملأه!
لن تسمح مساحة المقال بذكر جميع الأمثلة الخارجة عن الذوق العام وما أكثرها، فكل هذه الأمثلة وغيرها من السلوكيات لن يتم اكتشافها في فصول مدارس القيادة ولا ميادينها بحيث يتم التنبيه عليها، وعليه لا بد من وجود الاختبار الميداني في داخل المدينة وخارجها ليتسنى للمختبر أن يراقب عن كثب كيفية تعامل السائق تحت الاختبار مع الطريق، والأمر الآخر أقترح أن يكون هناك اختبار (قياس) مخصص حول أخلاقيات القيادة كأحد المتطلبات للنجاح، ليصبح اختبار القياس حديث المجتمع لصعوبته وأهميته، لأنه عندما نستشعر أهمية فنون وآداب القيادة سنشعر بأن الطرق أصبحت واحة أمن، وعكس ذلك تصبح الطرق حلبات صراع!
Saleh_hunaitem@