أرضنا الحبيبة تتعرض لهذه المؤثرات الخارجية مثل الإشعاعات الكونية والرياح الشمسية والإشعاعات فوق البنفسجية المضرة، حيث إنها قادرة على أن تجعل الحياة على سطح الأرض مستحيلة، لكن الله جلّ في عُلاه حبا أرضنا بدروع تحمينا منها، حيث تبدأ هذه الدروع من المجال المغناطيسي الذي يحيط بالأرض وتنتهي عند طبقة رقيقة جدا تدعى طبقة الأوزون.
طبقة الأوزون لها من اسمها نصيب، فهي مشتقة من O-Zone الإنجليزية ويقصد بها منطقة الأكسجين. فهي عبارة عن ثلاث ذرات أكسجين مرتبطة ببعضها مكونة لنا جزيء الأوزون وتقع على ارتفاع بين 15 – 30 كلم في غلافنا الجوي. هذه الطبقة الرقيقة جدا تحجب ما بين 95 – 97 بالمائة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، التي تصدر من الشمس وبمعنى آخر، فإن هذه الطبقة تعمل كواقي شمس لأرضنا.
لكن ماذا قد يحصل إذا اختفى هذا الواقي..؟
بداية لن تكون الأرض خضراء كما نعرفها، فالأشعة فوق البنفسجية تؤثر بشكل سلبي على عمليات البناء الضوئي. وصحيح أن النباتات تستطيع حماية نفسها من الإشعاعات المضرة من خلال مستقبلاتها الضوئية للتكيف مع الظروف البيئية لكن عندما تختفي طبقة الأوزون لن تستطيع تحمل كمية الأشعة فوق البنفسجية المهولة التي تتعرض لها، فتذبل بسرعة مما يجعل السلسلة الغذائية تدخل في حالة فوضى. أما نحن البشر فإن ضربة الشمس لن تكون كما اعتدنا عليها في الصيف، فتعرضك للشمس لدقائق فقط ستكون كفيلة لشعورك بجروح جلدية مؤلمة، ناهيك عن السرطان، الذي سيفتك بجلودنا جراء تعرضنا للأشعة فوق البنفسجية.
المسبب الرئيسي لاضمحلال طبقة الأوزون عائد إلى استخدامنا لمواد الكلوروفلوروكاربون أو CFC اختصارا، التي تتواجد في العديد من المواد الكيميائية مثل الفريون والرشاشات الرذاذية من مزيلات عرق وبخاخات تجميل. فعندما ترتفع هذه الـ CFCs في الجو تصل لطبقة الأوزون وتتفاعل مع ذرات الأكسجين فتفككها. المثير للسخرية أن مخترع هذه المواد هو توماس ميجيلي وهو نفسه الذي أضاف الرصاص إلى الوقود لرفع كفاءة الاحتراق في محركات السيارات، الذي نتج عن تسمم العديد من البشر في العشرينيات جراء تعرضهم له.
وفي منتصف السبعينيات تم اكتشاف مدى خطورة هذه المواد، فقام العلماء بتحذير الحكومات من خطر استخدامها ولم يقتنع العالم إلا بعام 1987 عندما أبرموا اتفاقية بروتوكول مونتريال، التي نصت على إيقاف تصدير المنتجات المضرة لطبقة الأوزون. ومنذ ذلك الحين وطبقتنا في حالة تعافٍ مستمر يا رفاق، ومتوقع أن تتعافى بالكامل بين عامي 2050 إلى 2060 بإذن الله.
فإذا كنت تشعر بالإحباط أو بعدم أهميتك في هذا العالم، اخرج تحت أشعة الشمس وتذكر أن الأمم كلها اتفقت يوما ما على حمايتك من الضرر.
[email protected]