يعد قطاع الخطوط الحديدية من أقدم وأهم أنماط النقل في المملكة، حيث بدأت مسيرة الخطوط الحديدية السعودية في أربعينيات القرن الميلادي الماضي، إذ شهد عام 1947 ولادة هذا القطاع بعد موافقة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه - ومنذ ذلك الحين وهذا القطاع يعيش مرحلة مستمرة من التطور والتقدم.
واستمرارًا لرحلة التطور التي يعيشها قطاع الخطوط الحديدية في المملكة، تهدف الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية إلى تطوير هذا القطاع عبر عدد من الأهداف، من أبرزها: تطوير خدمات ربط الخطوط الحديدية والشحن، وتحديث عربات الخطوط الحديدية القائمة، واعتماد أحدث التقنيات الحديثة في هذا القطاع المهم، والعمل على الحد من انبعاثات الكربون، وخلق فرص شراكة بين القطاعين العام والخاص للبنية التحتية للخطوط الحديدية.
وتقدم الخطوط الحديدية خدماتها في قطاع نقل الركاب والبضائع عبر شبكة يبلغ طولها 5330 كم، من بينها 450 كم في مسار الخط الحديدي لقطار الحرمين السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، الذي يعد أكبر مشروع للنقل عالي السرعة في المنطقة، كما ستحقق الإستراتيجية زيادة في مجموع أطوال الخطوط الحديدية المستقبلية تُقدَّر بـ8080 كم، تتضمن مشروع «الجسر البري» بطول يتجاوز 1300 كم الذي ستتجاوز طاقته الاستيعابية 3 ملايين مسافر، وشحن أكثر من 50 مليون طن سنويًا، كما تتضمن الإستراتيجية إنشاء قطار الخليج.
يذكر أن قطاع الخطوط الحديدية أكمل عملية اندماجه تحت كيان واحد «شركة سار»، والتي تم تصنيفها ضمن أفضل ثلاث شركات للخطوط الحديدية في مؤشر الأمان العالمي، كما نقلت الشركة أكثر من 1.2 مليون مسافر، وشحن أكثر من 10 ملايين طن خلال عام 2020.