وبموجب مسودة خطة يوزعها الديمقراطيون، ستفرض وزارة الخزانة الأمريكية ضريبة على حفنة من أكبر مصادر التلوث الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وذلك لدفع تكاليف مكافحة تغير المناخ.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الديمقراطيين في الكونجرس يطالبون بفرض ضرائب على شركات "إكسون" و"شيفرون" وحفنة من شركات النفط والغاز الكبرى الأخرى، قائلين إن أكبر الشركات الملوثة للمناخ يجب أن تدفع ثمن الفيضانات وحرائق الغابات والكوارث الأخرى التي ربطها العلماء بحرق الوقود الأحفوري.
ويوجه مشروع القانون المقدم من السناتور كريس فان هولين من ولاية ماريلاند وزارة الخزانة ووكالة حماية البيئة نحو تحديد الشركات التي أطلقت معظم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وذلك في الفترة بين 2000 إلى 2019، ومن ثم تقييم الرسوم التي سيتم فرضها عليهم بناءً على الكميات المنبعثة.
ويمكن أن يدر هذا ما يقدر بنحو 500 مليار دولار على مدى العقد المقبل، وفقا للسيد فان هولين. وسيم تخصيص هذه الأموال لأبحاث الطاقة النظيفة وتطويرها، وكذلك مساعدة المجتمعات على مواجهة الفيضانات والحرائق والكوارث الأخرى، التي يقول العلماء إنها تزداد تدميرًا وتكرارًا، بسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
واختتمت الصحيفة: "قد تصل فاتورة أكبر الملوثين إلى 6 مليارات دولار سنويًا موزعة على 10 سنوات، وفقًا لمسودة الخطة".
من جانبها، قالت صحيفة "ذا وول" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إن الديمقراطيين التقدميين البارزين في مجلس الشيوخ رفعوا من مستوى رغبتهم في دعم المناخ، عبر الحصول على رقم قياسي لصفقة بمليارات الدولارات، والتي يأمل البيت الأبيض والزعماء الديمقراطيون في المناورة بها مع الشركات.
وقالت الصحيفة: "السناتور الديمقراطي كريس فان هولين يطلب بشكل رئيسي جمع 500 مليار دولار في صورة رسوم على مدى 10 سنوات من شركات الغاز والوقود الأحفوري الضخمة، وجزء كبير من هذه الرسوم سيتم جمعه من شركات النفط الكبرى، للمساعدة في تمويل مبادرات الطقس المحلية".
وتضم الجهات الراعية لمشروع الخطة كلاً من بيرني ساندرز، رئيس لجنة الميزانية، وإليزابيث وارين، عضو مجلس الشيوخ. بينما رفض مساعدو تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، التعليق.
وصرح فان هولين، في مؤتمر صحفي، أن المؤيدين كانوا على اتصال مع مجموعة شومر.
ووصف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند الخطة بأنها شيء واحد في قائمة الخيارات التي تستهدف المساعدة في تمويل صفقات المصالحة مع الشركات، والتي تتضمن عددًا من مبادرات الطقس المحلية.
في إطار متصل، قال موقع "أكسيوس" الإخباري إن الديمقراطيون التقدميون في مجلس الشيوخ قاموا بتوسيع قائمة رغباتهم المناخية لتصل إلى حزمة بمليارات الدولارات، حيث يأمل البيت الأبيض والزعماء الديمقراطيون في التحرك من خلال تسوية الميزانية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر فان هولين أنه يخطط للجلوس مع السناتور جو مانشين لمناقشة الفكرة. ومن المحتمل أن يكون مانشين أحد أكثر الديمقراطيين المحافظين والمؤيدين للغاز والوقود الأحفوري في مجلس الشيوخ، وعلى الأرجح سيرفض هذه الخطة، حسبما قالت شركتي مراقبة البيانات "إنرجي بارتنرز" و"كلير فيو".
مع ذلك، فإن تطوير الخطة من المحتمل أن يحد من تأثيرها على أنشطة الغاز والوقود الأحفوري النشطة في الولاية التي يمثلها مانشين، وخاصة فيما يخص منتجي الفحم. وهذا بسبب الحد الأقصي لانبعاثات الشركات، التي تخضع لرسوم وإعفاءات في حالة وجود عجز نقدي.
ختامًا، تقول شركة "كلير فيو" إنه في حين أن الخطة طويلة الأجل، إلا أنها "علامة أخرى على أن الجدل المحلي في الولايات المتحدة حول المناخ قد يتخطى الطرق التي قام عليها السوق في الماضي".