وبالنسبة للقيم المجتمعية، فإن قوى الشر تعتبرها مرحلة يتوقف نجاحها على نجاح هدم القيم الفردية أو الشخصية أولاً. لأن تفكيك المجتمع وهدمه يتطلب تفكيك الأسرة وعزل أفرادها حتى تتم السيطرة عليهم عن طريق الوهم من خلال وسائل ومؤثرات مختلفة. فالتشكيك بالقيم المجتمعية، وتأليف القصص المُتحيزة، والحوارات الهابطة لتقليل شأن القيم وبعض العادات الاجتماعية تؤثر سلباً على الأجيال التالية إما بهدم القيمة أو باعتبارها رجعية.
وكذلك، فإن القيم الوطنية نتيجة قوة الانتماء بين الفرد وأرضه لها نتائج قوية لإعمار الوطن والذود عنه بإخلاص. فعلاقة الوطن بالإنسان فيها من المعادلات التبادلية، التي تُبقي كلاهما حياً لتستمر الحياة بشكلها الطبيعي. ولكن تجتهد قوى الشر في تغيير مفاهيم الانتماء وموازين العدل والظُلم والحق والباطل، ليلتبس على الإنسان الفرق بين الحقوق الواجبة عليه اتجاه وطنه والعكس. وغيرها من القيم والمبادئ، التي تسعى لها قوى الشر في محاولة لعكس الفطرة السليمة في الإنسان السوي.
فالقيم باختلاف أنواعها ومصادرها، فإنها تُساعد الأفراد والمجتمعات على النهوض والإعمار. وعلينا أن نعيد هيكلة منظومة القيم والمبادئ ونُركز على كيفية صقلها لتكون درعاً قوية لصد الهجمات الشيطانية. وتأهيل الأجيال القادمة وتذكيرهم بمعنى القيم والمبادئ باختلافها وأهميتها في تطوير وتحسين الذات أولاً والمحيط ثانياً. وإحياء ما تم نسيانه وتحديثه بما يتناسب مع الواقع الذي نعيشه.
@FofKEDL