[email protected]
كل دولة من دول العالم تحاول جاهدة تصدير ثقافتها إلى المحيطين بها والبعيدين عنها للتاثير على غيرها، امتدادًا لحضارتها، وإثباتًا لذاتها، وهذا أمر جائز ومشروع ولا غبار عليه، فانتقال الثقافات من دولة إلى دولةهو أمر طبيعي للغاية، فالثقافة العربية الإسلامية سبق أن انتقلت إلى الغرب إبان حضارتها المزدهرة، فالعالم الأوروبي لا يكاد يجهل أو يتجاهل أنه أخذ من العرب علومهم الاجتماعية والفلكية والزراعية والطبية، فوصل إلى ما وصل إليه من حضارة عظيمة، ودار الكون دورته فأخذنا نحن من الغرب ما توصل إليه في عصرنا الحاضر من تقنية علمية مذهلة في كل ميدان، ولكن يحق لي أن أتساءل: ماذا يريد الغرب أن ينقل لنا من حضارته بالتحديد؟ هذا سؤال منطقي.
والاجابة عنه وفق ما نعايشه تقول إن الغرب، من خلال هذا التدفق الإعلاني الرهيب، إنما يسعى جاهدًا لتحقيق مآرب أخرى قد تكون لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنقل الحضارات، وهو نقل مشروع بين الدول لا غبار عليه، وهذه المآرب لا أظنها تخفى اليوم على المثقفين أو الإعلاميين العرب، أو على المشتغلين في المجالات التربوية والتعليمية في وطننا العربي، فهي مآرب تستهدف أولًا وأخيرًا تهيئة المواطن العربي في أي مكان لاستقبال الثقافة الغربية، ما صلح منها وما طلح، وهذا هدف خطير في حد ذاته، لابد من التصدي لمخاطره الوخيمة على عالمنا العربي الذي لا تزال دوله "بحمد الله" محتفظة بهويتها الإسلامية وتقاليدها العربية العريقة، رغم هذا "الغزو" الإعلامي والثقافي الذي بدأ يجتاح الديار العربية.
[email protected]
[email protected]