وأقترح بعد النظرة الشرعية أن تكون هناك فترة خطوبة من شهر إلى ٣ أشهر، وتعارف بإشراف العائلة، وفترة ما بعد الملكة تكون بينهما مكالمات؛ ليفحص كلٌّ منهما منطق الآخر، بحيث تتخللها لقاءات وزيارات بين الأسر؛ للتأكد من الطبائع واقتناعهم ببعض.
ما حصل في الفترة الأخيرة من عنف وقتل ليس ظاهرة، لكن معالجتها ضرورة لا يجب التهاون بها، نحن اليوم نحتاج إلى قرار يحمي جميع الأطراف، وسبق أن رفض مجلس الشورى توصية تقدمت بها د. إقبال درندري تطالب وزارة الصحة بالتوسع في فحص ما قبل الزواج؛ ليشمل فحص المخدرات والاعتلالات النفسية والقدرات العقلية، وهذه الفحوصات ليست كافية، ولكن لا بأس بها كبداية قد تكون إحدى وسائل تقليل المخاطر، والحد من العنف، وأتمنى أن يتم فرضها، كما تم فرض فحص وتحليل الأمراض الوراثية، وأيضًا تكون هناك دورات إجبارية ومكثفة، يتم حضورها للطرفين قبل الزواج، ولا يتم الزواج إلا بعد الحصول على شهادات لفترة محددة من جهة معتمدة، يتم فيها زرع الوازع الديني والثقافي بدورات تأهيلية عن الحياة الزوجية، وتكون هناك متابعة خلال فترات متفاوتة لتقديم استشارات أسرية، وكذلك تخصيص أرقام للدعم والمساندة عند الحاجة، هناك للأسف ثقافة عند البعض يتوقعون أن الابن الذي لديه مشاكل نفسية واجتماعية، أو إدمان أو قصور.. بنت الناس تعقّله، أو أن الفتاة التي تعاني من المشاكل.. ولد الناس يعقّلها، وقد يدفع أحدهما حياته ثمنًا لمحاولة إصلاح الآخر، وقد يكون هناك خداع في اختيار الشريك في الزواج، فالإجابات الواردة من المستجوبين عند السؤال قد تكون مغلوطة، وفيها الشيء الكثير من الثناء، وهم يعلمون أنها كذب وتدليس. فشهادتهم كشهادة الزور يحاسبون عليها يوم الدين. والمعالجة من هذا الخداع تبدأ من صناعة الوعي، والحوار بين الأسرة وداخل المجتمع، واختيار الخطابات المجتمعية الموجهة.
وقد يتم عمل جميع الاحترازات، ومع هذا تحدث الجرائم من كلا الجنسين، وقد يتعاطى أحدهما بعد الزواج، وقد يصاب بمرض نفسي، وقد يكون سجله الجنائي سليمًا ويرتكب جريمة، لكن قد يكون ذلك قضاء وقدرًا.
نسأل الله الهداية للشباب وبنات المسلمين.. رسالتي الأخيرة إلى كل مَن يهمه الأمر من أبٍ وأم: الزواج ليس لعبة، وعليكم اختيار الرجل الصالح والمرأة الصالحة، ولا يُكتفى بمقولة ابن فلان الفلاني الشهم الكريم! فليس بالضرورة الابن مثل أبيه أو البنت كأمها، وأحيانًا الأب سيئ، ولا يعني الابن كذلك. إذًا السؤال والتقصي هو المهم، قال "صلى الله عليه وسلم": "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه".
لذا علينا أن نضع في الحسبان أن الحزن يُضعف القلب، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن.
د. خالد بن علي الغامدي
@drkali2008