DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشعب الإيراني.. الطرف الوحيد الجدير بصفقة حقيقية مع واشنطن

سقوط النظام له تداعيات جيوسياسية هائلة لصالح الشرق الأوسط

الشعب الإيراني.. الطرف الوحيد الجدير بصفقة حقيقية مع واشنطن
الشعب الإيراني.. الطرف الوحيد الجدير بصفقة حقيقية مع واشنطن
مناصرو «مجاهدي خلق» في برلين يطالبون بـ«إيران حرة» من قبضة النظام الفاشي (رويترز)
الشعب الإيراني.. الطرف الوحيد الجدير بصفقة حقيقية مع واشنطن
مناصرو «مجاهدي خلق» في برلين يطالبون بـ«إيران حرة» من قبضة النظام الفاشي (رويترز)
أكدت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية أن الصفقة الحقيقية مع طهران يجب أن تكون مع الشعب الإيراني.
وبحسب مقال لـ«س. روب صوبهاني»، الأستاذ السابق في جامعة جورج تاون، يمارس نظام الملالي في الواقع التمييز المنهجي والفساد والتدهور البيئي وإساءة معاملة المواطنين منذ 42 عامًا.
وأردف: على سبيل المثال، على الرغم من أن معظم الحكومات تعمل جاهدة لحماية مواطنيها من فيروس كورونا، فإن المرشد علي خامنئي، يرفض استيراد لقاحي فايزر ومودرنا للشعب الإيراني.
وتابع: باختصار، وطوال أربعة عقود، وطأ الطغاة بأقدامهم على الشعب الإيراني بشكل جماعي.
وأضاف: بذلك يكون نظام الملالي قد خنق الأمة، في عام 1978، كان الاقتصاد الإيراني أكبر بنسبة 40٪ تقريبًا من اقتصاد كوريا الجنوبية، اليوم، يبلغ حجم اقتصاد كوريا الجنوبية أكثر من 4 أضعاف حجم الاقتصاد الإيراني، والمسافة تتسع.
إمكانات ضائعة
ويواصل الكاتب س. روب صوبهاني مقاله بالقول: أما بالنسبة إلى تركيا المجاورة، فقد كان اقتصادها أصغر بنحو 20 % من اقتصاد إيران عام 1978، لكنه اليوم يبلغ ضعف حجم اقتصادها، على الرغم من قلة موارد إيران الغنية بالنفط والغاز.
ومضى يقول: من الواضح أن هذا سوء إدارة هائل وإمكانات ضائعة، وهي حقيقة يفهمها كثير من الإيرانيين على الأرجح، السؤال الرئيسي الذي يواجه الرئيس بايدن ليس ما إذا كان ينبغي إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة أو الحد من الأنشطة الشائنة لإيران.
وأشار إلى أن السؤال الجوهري هو هل يستحق الشعب الإيراني أن يعيش في سلام وأن يكون حرا؟ وهل يستحق الانضمام إلى مجتمع الدول؟
وتابع: خطاب رونالد ريغان التاريخي في بوابة براندنبورغ في برلين الغربية، الذي حث فيه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف على «هدم هذا الجدار»، هو في متناول الرئيس بايدن، الذي يجب أن يطالب خامنئي بالقول «ارفع ركبتيك عن أعناق الأبرياء في إيران».
وأردف: يجب أن يكون دعم الشعب الإيراني في سعيه لتحقيق الديمقراطية والكرامة وحقوق الإنسان أكبر سمة مميزة لسياسة الولايات المتحدة.
نظام سيئ
وأكد الأستاذ السابق في جامعة جورج تاون، صوبهاني، أن نظام الملالي سيئ ووحشي في الأساس، ومن خلال التواصل مع قادته، توفر واشنطن قشرة من الشرعية لا يستحقها بصراحة.
ومضى يقول: إن بيان دعم الشعب الإيراني ليس هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله فحسب، بل هو سياسة ذكية أيضًا، لأن المؤسسة الإيرانية المتشددة ستستمر في تحدي الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، ومن غير المرجح أن تغير خطوطها في أي وقت قريب.
وأوضح الكاتب أن التداعيات الجيوسياسية لما بعد هذا النظام هي التي يقودها بشكل أساسي شعب إيران، وليس قوى خارجية، وهي بالفعل هائلة وممكنة.
وأشار إلى أن أول هذه التداعيات أنه بانتهاء هذا النظام، سيظهر إفلاس الإسلام السياسي، في الواقع، حيث يمكن لإيران بعد 42 عامًا من الحكم الديني، أن تكون قدوة وتتبنى دستورًا يدعو إلى الفصل الصارم بين المسجد والدولة.
وتابع: كما يمكن تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي الهائلة لإيران وتصديرها إلى أوروبا، وبالتالي تنويع إمدادات الطاقة والتأكد من أن أوروبا أقل اعتمادًا على روسيا.
إيران الجديدة
وأردف: كما يمكن لـ«إيران الجديدة» التي تعيش في سلام مع جيرانها أن تؤدي إلى نهضة اقتصادية إقليمية، حيث يمكن إعادة توجيه الإنفاق الحالي على الأسلحة إلى الاستثمار الذي تشتد الحاجة إليه في رأس المال البشري.
وأضاف: يمكن لإيران التي أصدر فاتحها القديم كورش العظيم أول إعلان لحقوق الإنسان عندما حرر اليهود من أسرهم البابلي، أن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو تحول هائل آخر من شأنه أن يجعل اتفاقية أبراهام لعام 2020 تبدو صغيرة بالمقارنة.
ومضى يقول: في الواقع، يمكن لممر جديد بين طهران وتل أبيب للتكنولوجيا أن يرسي الأساس لـ «ثورة خضراء» إقليمية في تقنيات البطاريات والطاقة الشمسية، فضلا عن تنقية المياه.
وتابع: كما يمكن للحليف الإقليمي الكبير لواشنطن، وهو المملكة العربية السعودية، تسريع خطة رؤية 2030 التي تغير قواعد اللعبة والتي تم تصميمها لتحويل المملكة بطرق إن تعد فلا تحصى.
بيئة مستقبلية
وأوضح أن وجود بيئة إقليمية خالية من التحديات الأمنية المستمرة يعني بيئة تتطلب استثمارات أقل في الأسلحة، والمزيد في التعليم والرعاية الصحية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي تشكل مستقبلنا.
وأردف: تسعى السعودية إلى تنفيذ العديد من هذه المبادرات، وتخيل فقط منطقة بها قوتان اقتصاديتان، إيران ديمقراطية ومزدهرة إلى جانب المملكة التي تقود نهضة اقتصادية إقليمية واسعة.
وأضاف: بدلا من التلاعب بالدول الفاشلة، يمكن لإيران حرة أن تمد يد التعاون إلى الرياض والإمارات العربية المتحدة، وأن تعمل معًا لإعادة بناء لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وتابع: كثيرًا ما حث الرئيس أوباما القادة الإقليميين على الاهتمام بعلاقات الجيرة، ولكن هذه مهمة يمكن إدارتها بشكل أكبر بكثير إذا وجدت في إيران حكومة ملتزمة بالتنمية المستدامة والسلام.
وبحسب الكاتب: يدخل العالم مرحلة ثنائية القطب، حيث تقف على جانب أنظمة استبدادية مثل الصين وروسيا، ومن ناحية أخرى تقف الولايات المتحدة المعيبة ولكنها لا تزال ديمقراطية ومنفتحة.
واختتم بقوله: إن الترحيب بإيران وشعبها سيعزل الكتلة الاستبدادية وسيكون نصرا للسياسة الخارجية الأمريكية.