وتسارع انهيار الجيش الأفغاني، خلال الآونة الأخيرة، فيما طالبت حركة طالبان بتسليم العاصمة كابول، سلميا، من أجل تفادي القتال.
وفي مسعى إلى الطمأنة بشأن حكم طالبان في الفترة المقبلة، أورد المتحدث أن الحركة ستسمح للمرأة بالتعليم والعمل، لكن بشرط أن ترتدي الحجاب.
الأمن والاستقرار
وأعلن وزير الداخلية الأفغاني عبدالستار ميرزا كوال أن حركة طالبان بدأت اقتحام كابول من جميع الجهات، وأفاد شهود عيان بأن مقاتلين من طالبان يدخلون العاصمة، على الرغم من تصريح الحركة، في بيان لها، بأنها لا تريد اقتحام كابول بالقوة.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إنه لن يكون هناك قتال في كابول، وإنه سيكون هناك اتفاق سياسي وسلمي بشأن العاصمة الأفغانية.
وصرّح ميرزا كوال في رسالة عبر مقطع فيديو بأنه «لا ينبغي للأفغان أن يقلقوا لن يحصل هجوم على مدينة كابول وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية».
ودخل مقاتلو طالبان ضواحي العاصمة الأفغانية، أمس، ما عزز إحكام قبضتهم على البلاد مع فرار العمال المذعورين من المكاتب الحكومية وهبطت مروحيات على السفارة الأمريكية. وأشار قيادي بطالبان إلى أن الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لكل من يرغب في المغادرة، وأنها تطلب من النساء التوجه إلى مناطق آمنة، وأن مقاتلي الحركة تلقوا أوامر بالوقوف عند نقاط الدخول في العاصمة، مشيرا إلى أن عناصر طالبان لم يقتلوا ولم يصيبوا أحدا في كابول.
ونقلت تقارير عن مصادر موثوقة أن رئيس البرلمان الأفغاني وعددا من قادة الأحزاب غادروا كابول إلى باكستان. وقالت وسائل إعلام أفغانية إن رئيس مجلس النواب الأفغاني، مير رحماني، وعددا من القادة والمسؤولين الآخرين غادروا إلى إسلام آباد.
دخول كابول
وأعلنت الحركة، أمس الأحد، دخول العاصمة كابول، داعية عناصر الجيش الأفغاني للعودة إلى منازلهم. وقالت الحركة إنه سيسمح للأجانب بمغادرة كابول عبر مطارها، وعلى الراغبين من الأجانب البقاء في أفغانستان عليهم التسجيل لدى الحركة.
كما أشارت إلى أنه لن يسمح لمقاتلي الحركة بالقيام بأي مظاهر احتفالية في كابول، متعهدة بأن العمل في المستشفيات والإمدادات الطبية لن يتوقفا في كابول.
وقال ثلاثة مسؤولين أفغان لوكالة أسوشيتد برس إن عناصر طالبان دخلوا مناطق كالاكان وقراباغ وباغمان في العاصمة. وتعهد المسلحون في وقت لاحق بعدم الاستيلاء على كابول «بالقوة» على الرغم من سماع دوي إطلاق نار متقطع في العاصمة. كما أضافت طالبان «لن تتضرر حياة وممتلكات وكرامة أي شخص ولن تتعرض أرواح مواطني كابول للخطر».
ويعيش آلاف المدنيين الآن في حدائق وأماكن مفتوحة في كابول نفسها خوفًا من المستقبل. بينما بدت كابول هادئة أمس، حيث توقفت بعض أجهزة الصراف الآلي عن توزيع الأموال النقدية وتجمع المئات أمام البنوك الخاصة، في محاولة لسحب مدخراتهم.
إطلاق السجناء
وسيطرت طالبان على أكبر سجن في أفغانستان وأطلقت سراح السجناء، حيث تم تسليم قاعدة باغرام لطالبان بما في ذلك السجن الذي يضم 5 آلاف سجين، وفق ما أعلن مسؤول أفغاني.
كان مسؤول أفغاني أعلن أن طالبان تسيطر الآن على جميع المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابول هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة. وأعلنت حركة طالبان السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى جانب كابول، لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها مشتتة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها أهمية إستراتيجية كبيرة.
يذكر أن مقاتلي طالبان سيطروا، مساء السبت، على مزار شريف، آخر كبرى مدن الشمال الأفغاني التي كانت لا تزال تسيطر عليها الحكومة.
ونشر ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، بيانا عبر صفحته على تويتر، قالت فيه الحركة: «نحن نؤكد لجميع البنوك والشركات ومحلات الصرافة أنها ستكون بأمان وستحميها طالبان ولن يُلمس أو يُزعج أي أحد في كابول، يجب على الجميع أن يعيش بسلام»، وفقا للبيان.
وأضافت الحركة في بيانها: «جميع الأثرياء ورجال الأعمال يجب أن يكونوا بأمان وتحت حمايتنا، لن يسمح لأي مقاتل في طالبان بالدخول إلى أي منزل أو إجراء أي عمليات تفتيش للشركات وستوفر لهم الإمارة الإسلامية الحماية المطلقة وسيكونون بأمان ويجب ألا يقلقوا»، حسب قوله.
وأكد المتحدث باسم طالبان ألا يقلق أي شخص قاتل ضد الحركة لأنه لن يتعرض لعمليات انتقامية، وأضاف: «الناس الذين يقاتلون ضدنا، نحن نقترح عليهم عدم فعل ذلك وسنحميهم، يمكنهم أن يغادروا كأشخاص عاديين»، على حد تعبيره.
إجلاء الأجانب
بدوره، أشار مسؤول في حلف الناتو إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابول في ظل دخول مسلحي «طالبان» إلى مشارف المدينة. من جانبها نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى تأكيده أن مبعوث واشنطن لدى أفغانستان زلماي خليل زاد طلب من «طالبان» عدم دخول كابول ما لم تختتم عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين والأفغان المتعاونين مع الإدارة الأمريكية من المدينة، لافتة إلى أن هذه العملية قد تشمل أكثر من 10 آلاف شخص.
في الوقت نفسه، أكدت «طالبان» أنها ستسمح لمطار كابول بمواصلة عمله، مطالبة الأجانب الموجودين في العاصمة إما مغادرة البلاد أو تسجيل حضورهم لدى الحركة في الأيام المقبلة. وفي السياق ذاته، أكدت السويد أنها ستعمل على إجلاء موظفي سفارتها في العاصمة، نظرا للتطورات الأخيرة.