وخلال يوم الأربعاء الماضي، أكملت شركة «جوبي أفيشن» التي يقع مقرها في كاليفورنيا اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة. وارتفعت أسهمها في البداية بنسبة 40 ٪، مما يؤكد أن المستثمرين كانوا يعدون الأيام حتى وصول أول شركة سيارات أجرة جوية إلى سوق الأسهم. وسيحصلون قريبا على المزيد من الخيارات، حيث تركز شركات «أرتشر أفيشن» و«فيرتيكال أيروسبيس» و«ليليوم أير موبيليتي» أيضا على مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، أو ما يعرف باسم الـ «eVTOL»، ومن المقرر إبرام صفقات مماثلة. وقد يكون آخرون ينتظرون الحصول على فرصة، مثل شركة «دوفور أيرو سبيس» السويسرية الأقل شهرة، والتي تركز بشكل خاص على سيارات الإسعاف الجوي.
وبالنسبة لمركبات الـ eVTOL، فإن الطريق الأكثر جدوى لتحقيق النجاح هو أن تصبح بديلا عن 23 ألف طائرة هليكوبتر تجارية في العالم، والتي يبلغ متوسط عمرها 20 عاما، وهي صاخبة وغير آمنة. وتعتبر سيارات الأجرة الجوية قيد التطوير ذات نطاق مماثل، ويزعم المشغلون أنها ستكون أكثر هدوءا بما يصل إلى 100 مرة وأقل تكلفة بثلاث مرات على الأقل.
لكن سوق طائرات الهليكوبتر تبلغ قيمتها 50 مليار دولار فقط، في حين يشعر المحللون والمستثمرون بالانبهار من حجم سوق طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي المتوقع بقيمة 1 تريليون دولار في غضون 20 عاما.
وربما هذا هو السبب في أن معظم الشركات لا تسوق نفسها على أنها تستهدف رحلات الهليكوبتر النموذجية، التي تمتد ما بين 100 إلى 250 ميلا. وبدلا من ذلك، فإنهم يتصورون سوقا افتراضيا «للتنقل الجوي في المناطق الحضرية» يتنافس مع شركة «أوبر». ويبدو هذا خياليا بسبب وجود عدد قليل من الطرق المختارة لهذه الطائرات -مثل اصطحاب مصرفيي وول ستريت إلى مطار جون كنيدي- وذلك لأن الاضطرار إلى الوصول إلى استخدام منصة هبوط سيقضي على الغرض من تجنب رحلات السيارات.
وتريد شركة «جوبي» بشكل أساسي طرح التكنولوجيا أولا، ومعرفة إلى أين يتجه السوق لاحقا. ويمكن للتاكسي الجوي أن يتكيف نظريا مع اصطحاب سكان نيويورك في تنقلاتهم اليومية، أو طيرانهم في رحلة إقليمية إلى فيلادلفيا. وقال بول سيارا، الرئيس التنفيذي لشركة جوبي: «لقد وجدنا أن تصميم طائرة بأربعة مقاعد كان قريبا من المستوى الأمثل للغالبية العظمى من الرحلات».
وتملك طريقة عرض «قم ببنائها الآن وسوف يأتون لاحقا» بعض المزايا. فقد تكون وفورات الحجم التي ينطوي عليها الإنتاج عائقا يعاني الوافدون المتأخرون من عدم قدرتهم على التغلب عليه. وتتقدم شركة جوبي في هذا الصدد من حيث التطوير والتمويل والاعتماد، حيث شهدت الشركة النموذج الأولي الكامل لأكثر من 1000 رحلة تجريبية، في حين أن طائرات شركتي أرتشر وفيرتيكال التي تتسع لأربعة ركاب لم تقم برحلة واحدة بعد.
والجانب السلبي هنا هو أن بعض المنافسين قد ينتهي بهم الأمر في وضع أفضل في أسواق معينة. ففي ألمانيا، تختبر ليليوم مركبة تتسع لستة ركاب للطرق الإقليمية، في حين أن شركة «فولوكوبتر» في مرحلة متقدمة من تطوير واعتماد مركبة ذات راكب واحد بمدى 22 ميلا. ونظرا لأن سيارات الأجرة نادرا ما تحمل أكثر من شخصين، فإن هذا يبدو أكثر ملاءمة من مركبة جوبي المتوفرة للطرق القليلة من مدينة إلى مطار، والتي قد تكون منطقية أكثر في أماكن مثل نيويورك وباريس وسنغافورة.
أما شركة دوفور، التي تستعد حاليا لجولتها القادمة من التمويل الخاص، فتعتبر شركة ناشئة مثيرة للاهتمام بشكل خاص. ولذلك لأن طائراتها الهجينة ذات الأجنحة المائلة تنافس بوضوح طائرات الهليكوبتر، وخاصة الخفيفة منها التي تستخدم غالبا في الخدمات الطبية الطارئة، مثل «بيل 206» و«أيرباص أتش 125»، والتي تنمو بسرعة. وهي أيضا جاهزة للاستخدام أثناء الاضطرابات، ويمكن أن تصل فاتورة النقل الجوي حال حدوث إصابة إلى 50 ألف دولار. ووجدت العديد من الدراسات أنه مع مراعاة التكلفة والسلامة، فإن الأمر لا يستحق هذا المبلغ في كثير من الأحيان.
وقال توماس فاماتر، الرئيس التنفيذي لدوفور، الذي يقود مهام إنقاذ بطائرات الهليكوبتر بنفسه: «إن سيارة إسعاف جوية أرخص ستوفر الكثير من الوقت للممرضات والأطباء، بحيث تصبح قادرة على المنافسة بسرعة ضد النقل البري أيضا».
وتحب شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المضاربة على التقنيات المصممة لخدمة الأسواق الافتراضية. وقد يرغب معظم المستثمرين في واحد على الأقل من هذه المتغيرات للتأكد من جدوى تلك الشركات قبل الاستثمار فيها.