نشاهد جميعاً احتفال نجم كرة القدم المصري (محمد صلاح)، بعد تسجيله لأحد الأهداف بكل سهولة، ولكن لا نشاهد التدريبات الصعبة، والالتزام في مواعيد الاستيقاظ والنوم، وما يجب عليه أكله وما لا يجب، والجري لمسافات طويلة.
باختصار، هذا الهدف الذي قد لا يستغرق الثواني، تحقق نتيجة لمجهود بدني وذهني لسنوات، والأصعب، هو الاستمرار على هذا المجهود على الدوام وعدم التوقف. أما الكاتب السعودي (فهد عامر الأحمدي)، الذي استطاع أن يكتب أكثر من 9520 مقالا يوميا، لم يكن تحقيقه لهذا العدد بالأمر السهل، بل تطلب الأمر منه الكثير من التعب والإرهاق، والاستيقاظ والنوم المبكر، والقراءة الكثيرة، وبالطبع الحرمان من أشياء كان يحبها، فهو لا يختلف عن المحترف في كرة القدم.
واقرأ معي هذه الجمل المكتوبة بخط يد الشعراوي -رحمه الله- في بداية العدد الأول من تفسير الشعراوي، يقول عن هذا التفسير «هذا حصاد عمري العلمي، وحصيلة جهادي الاجتهادي».
لنتعلم معاً أنه لا حصاد دون زرع، وأنه لا زرع إلا ويحتاج إلى مجهود، ولكن، ما أجمل متعة الحصاد.
ولنتعلم أيضاً أنه لم تكن لديه كل هذه الحصيلة من العلم الوفير دون تعب ومشقة، فهو يصور لنا أنه كان في اجتهاده في تحصيل العلم كالمجاهدين في سبيل الله، لأننا نعلم ما للجهاد من مشقة.
دائماً ما أقول إن متعة هذه الدنيا في صعوبتها، وأذكرك بقول الله تعالى، الذي تكرر مرتين فى سورة الشرح: «فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا»، لتتذكر أنه حينما تتعب وتتعسر معك الأمور، سيأتيك اليسر من حيث لا تدري.
إذن، اتعب كي ترتاح، ولا ترتاح فتتعب.
@salehsheha1