صحيح أن المشهد كان أقرب إلى ترجمة الاتفاق، الذي جرى في الدوحة فبراير الماضي بين طالبان من جهة، وأمريكا وحلفائها في الناتو من جهة أخرى، وقضى بسحب القوات الغربية من أفغانستان خلال 14 شهراً، في حال إيفاء حركة طالبان بالتزاماتها. لكن بدا من المحير أنه وعلى مدى عقدين من الحرب في أفغانستان كانت هناك مبالغة في تقدير ثمار أكثر من 83 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة على تدريب قوات الأمن الأفغانية وتجهيزها والاستهانة بقدرات طالبان. أصدر البنتاغون تحذيرات رهيبة إلى بايدن حتى قبل توليه منصبه بشأن احتمال اجتياح طالبان للجيش الأفغاني، لكن التقديرات الاستخباراتية، التي تبين الآن أنها أخطأت الهدف بشكل كبير، قدرت أن ذلك قد يحدث خلال 18 شهرًا، وليس أسابيع.
لخصت الصحيفة الانهيار السريع بالفساد المستشري، وفشل الحكومة في دفع رواتب العديد من الجنود الأفغان وضباط الشرطة لأشهر، والانشقاقات، وإرسال الجنود إلى الجبهة دونما تزويدهم بما يكفي من الطعام والماء الكافيين، ناهيك عن الأسلحة، وغياب التخطيط للطوارئ، فإذا كان الجميع يعلم أن أمريكا متجهة للانسحاب، فلماذا لم تكن لديهم خطة لإنجاح هذا الانسحاب؟
بغض النظر عما كانت عليه الأمور في أفغانستان قبل الحرب في 2001 وما ستؤول إليه لاحقاً، خرجت أمريكا وحلفاؤها الغربيون من الباب الصغير.
woahmed1@