في علم الإدارة يقولون مَن لا يُدِر عمله خلال الوقت المحدد فعليه مراجعة الأخطاء التي وقع فيها، إما أنه مركزي أو يعاني من قلة في الموارد البشرية أو التقنية.
لا أعلم لماذا كل تجربة تُستعرض، وكأنها فيلم سينمائي بطله الراوي الذي تحدى كل شيء، وأنه العصامي الوحيد في التاريخ والمستقبل، أعلم أن لكل عمل صعوباته ومعوقاته، ولكن بالإمكان، بل بالإمكان جدًا تجاوزها. هل يظن هؤلاء أنهم بهذه الصورة يصنعون من أنفسهم أبطالًا تُروى عنهم القصص؟ أو يودون أن يكره الناس هذا المجال فلا ينافسوهم؟ لماذا لا يقدمون خلطتهم السحرية للنجاح بدلًا من استعطاف الناس بمعاناتهم؟ لماذا لا يُعلمون الناس تلك الأخطاء ليختصروا عليهم تلك العقبات ويتجاوزوها، ولا يعانوا مثلهم؟
عالم الأعمال ليس سرًا ولا شفرة، هو علم موجود يُدرَّس في كل الدنيا، وملايين القصص في النجاح في الإنترنت والكتب بالإمكان الاستفادة منها. تأكد عزيزي الرائد أنك حين تبلغنا أنك نمت ساعتين وما شفت أهلك، ونمت بالمكتب وملابسك بغرفة جنب المكتب، هو أسلوب متهالك ركيك مترهّل للغاية، ولا يُجدي نفعًا، بل يضرك أكثر مما ينفعك، وإن نفعك فبشكل مؤقت فقط.
المفترض أن تكتب وصفة نجاحك (Success description) كيف تجعل ريادة الأعمال عالمًا جاذبًا، وليس منفّرًا وطاردًا، اجعل بصمة نجاحك هي التي يصفق لها الناس وليس استعطافهم، وتسويق شعور معاناتك عليهم، نعم قد تبدأ بداية بسيطة جدًا ومن ثم تكبر شيئا فشيئا لتنجح أكثر وأكثر، ولكن لا تجعل عنوانك العريض المعاناة والتعب واستجلاب عواطف الناس؛ لأنك بالتأكيد ستستخدم مصطلحات إدارية وقد تكون بالإنجليزية، وبما أنك استخدمت هذا العلم، فاعلم أنه لا يسوق العواطف ولا يروي المعاناة، بل يذكر خارطة النجاح. رزقني الله وإياك والجميع من واسع فضله.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا).. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi