DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سقوط أفغانستان السريع بأيدي طالبان يثير الشكوك لدى حلفاء واشنطن

فقدوا المصداقية في ثبات الولايات المتحدة على الجبهات الأخرى

سقوط أفغانستان السريع بأيدي طالبان يثير الشكوك لدى حلفاء واشنطن
سقوط أفغانستان السريع بأيدي طالبان يثير الشكوك لدى حلفاء واشنطن
طائرة تجلي رعايا ألمانيا من أفغانستان مع السقوط السريع لكابول في أيدي طالبان (د ب أ)
سقوط أفغانستان السريع بأيدي طالبان يثير الشكوك لدى حلفاء واشنطن
طائرة تجلي رعايا ألمانيا من أفغانستان مع السقوط السريع لكابول في أيدي طالبان (د ب أ)
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن انهيار أفغانستان يترك الحلفاء في شك إزاء مدى تصميم الولايات المتحدة على جبهات أخرى.
وبحسب تقرير للصحيفة، أثار التقدم السريع المذهل لطالبان عبر أفغانستان قلقا عالميا، وأعاد الشكوك حول مصداقية وعود السياسة الخارجية الأمريكية، وأثار انتقادات شديدة حتى من بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة.
وأردف التقرير يقول: مع دخول مقاتلي طالبان إلى كابول ومسارعة الولايات المتحدة لإجلاء مواطنيها، تزايدت المخاوف من أن الفوضى التي تتكشف قد تخلق ملاذا للإرهابيين، وتطلق العنان لكارثة إنسانية كبرى وتؤدي إلى نزوح جماعي جديد للاجئين.
وأضاف: يشتكي حلفاء الولايات المتحدة من أنهم لم تتم استشارتهم بشكل كامل بشأن قرار سياسي من المحتمل أن يعرض مصالح أمنهم القومي للخطر، في انتهاك لوعود الرئيس بايدن بإعادة الالتزام بالمشاركة العالمية.
وتابع: يتساءل الكثيرون حول العالم عما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة للوفاء بالالتزامات الأمنية طويلة الأمد التي تمتد من أوروبا إلى شرق آسيا.

أفغان أمام البيت الأبيض مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لحماية مواطني بلادهم (د ب أ)

شعار بايدن
ونقل عن توبياس إلوود، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، قوله: ماذا جرى لـ«أمريكا عادت»، وهو الشعار الذي لخص به بايدن وعدا عن عزمه إعادة بناء التحالفات الخارجية واستعادة هيبة الولايات المتحدة التي تضررت خلال إدارة ترامب.
وتابع إلوود: يشعر الناس بالحيرة من أنه بعد عقدين من تدخل هذه القوة الكبيرة عالية التقنية، فإنها تنسحب وتعيد البلاد بشكل فعال إلى الأشخاص الذين ذهبنا إلى هزيمتهم، هذه هي المفارقة، كيف يمكنك أن تقول «إن أمريكا عادت عندما يهزمها تمرد مسلح بما لا يزيد على قذائف آر بي جي والألغام الأرضية وبنادق كلاشينكوف؟».
كما نقل التقرير عن روري ستيوارت، وزير التنمية الدولية البريطاني في حكومة تيريزا ماي المحافظة قولها: بقدر قدراتها العسكرية، فإن دور الولايات المتحدة منذ عقود كمدافع عن الديمقراطيات والحريات معرض للخطر مرة أخرى، إن الديمقراطية الغربية التي بدت وكأنها مصدر إلهام للعالم، ومنارة للعالم، تدير ظهرها.
وبحسب التقرير، أعربت بريطانيا عن بعض أشد الانتقادات للانسحاب، وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلى دولة تعتبر نفسها أقرب حليف للولايات المتحدة.
وأردف: قدمت بريطانيا أكبر مساهمة في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان وتكبدت أكبر عدد من الضحايا بعد الولايات المتحدة.
ونقل التقرير عن وزير الدفاع البريطانى بن والاس، قوله لشبكة «سكاي نيوز»: أشعر أن هذا لم يكن الوقت المناسب أو القرار المناسب، بالطبع من المحتمل أن يعود تنظيم «القاعدة»، وبالتأكيد سوف ترغب في هذا النوع من الأرض الخصبة، من الناحية الإستراتيجية، يتسبب ذلك في الكثير من المشاكل، وكمجتمع دولي، فإن الأمر صعب للغاية.
خصوم أمريكا
ومضى التقرير يقول: كما أعرب خصوم الولايات المتحدة عن استيائهم، من بين هؤلاء الصين، التي تخشى أن يؤدي صعود حكومة طالبان على حدودها الغربية إلى إثارة الاضطرابات في مقاطعة شينغ يانغ المجاورة، حيث شنت بكين حملات قمع كاسحة على سكان الأويغور ندد بها الغرب.
ونقل عن الكولونيل وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية، قوله: تتحمل واشنطن مسؤولية حتمية عن الوضع الحالي في أفغانستان، ولا يمكنها الرحيل وإلقاء العبء على دول المنطقة.
ونقل التقرير عن كاثرين كلوفر أشبروك، مديرة المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، قولها: إن طريقة وتنفيذ الانسحاب تركا الحلفاء يشعرون بالخيانة.
وأردف: امتنعت الحكومة الألمانية، التي سحبت قواتها في يونيو حزيران وأجلت سفارتها، عن الانتقاد الصريح لانسحاب الولايات المتحدة.
وأضاف: مع ذلك، قالت كلوفر أشبروك «إن بعض المسؤولين والمشرعين الألمان يشعرون بالغضب من فشل واشنطن في استشارة شركاء التحالف مثل برلين»، تشعر ألمانيا بالقلق بشكل خاص من احتمال حدوث هجرة جماعية للاجئين الأفغان على غرار تدفق اللاجئين في عام 2015، عندما اندفع أكثر من مليون مهاجر، مدفوعين إلى حد كبير بالحرب في سوريا، إلى أوروبا، وتوجه الكثير منهم إلى ألمانيا.
وتابعت أشبروك: جاءت إدارة بايدن إلى السلطة وهي تعد بعلاقة محورية عبر الأطلنطي، إنهم يتشدقون بالعلاقة عبر الأطلنطي وما زالوا يعتقدون أن الحلفاء الأوروبيين يجب أن يتماشوا مع أولويات الولايات المتحدة، لقد عدنا إلى العلاقة القديمة حيث يملي الأمريكيون كل شيء.
وبحسب التقرير، يواجه الحلفاء العرب للولايات المتحدة، الذين اعتمدوا منذ فترة طويلة على الجيش الأمريكي لمساعدتهم في حالة هجوم من جانب إيران، تساؤلات حول ما إذا كانوا سيكونون قادرين على الاعتماد على الولايات المتحدة.

ناقوس الخطر
ونقل عن رياض قهوجي، رئيس شركة «إنغما» للاستشارات الأمنية في الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف واحدة من أكبر الفرق العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قوله: ما يحدث في أفغانستان يدق ناقوس الخطر في كل مكان، مصداقية الولايات المتحدة كحليف محل شك منذ فترة، نرى روسيا تقاتل لحماية نظام الأسد في سوريا، والآن ينسحب الأمريكيون ويتركون فوضى كبيرة في أفغانستان.
ونقل التقرير عن كلوفر أشبروك، قولها: إن خطة بايدن لبناء تحالف من الديمقراطيات لمواجهة نفوذ الصين وروسيا هي أيضا موضع شك الآن بعد أن لم يعد الغرب يحتفظ بوجود كبير في آسيا الوسطى.
وأردف: بالنسبة إلى الصين وروسيا، هناك فرصة وكذلك مخاوف بشأن رحيل القوات الأمريكية، استضافت موسكو وبكين وفود طالبان في الأسابيع الأخيرة في محاولة لتمهيد الطريق لمستقبل ما بعد أمريكا في المنطقة.
وأضاف: يقول المحللون إن النهاية المهينة للمشروع الأمريكي الذي دام عقدين في أفغانستان سيساعد جهودهم لإقناع العديد من الحكومات بالبحث عن علاقات في مكان آخر.
ومضى يقول: في تعليق موجه إلى هونغ كونغ، استشهدت صحيفة «جلوبال تايمز» الحكومية الصينية بأفغانستان في إشارة إلى نشطاء الديمقراطية بعدم الالتفات إلى الوعود الأمريكية المتكررة بالوقوف إلى جانب هونغ كونغ.
ونقل التقرير عن فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسي ورئيس تحرير مجلة «روسيا في الشؤون العالمية»، قوله: إن روسيا صدمت بسرعة تفكك الحكومة التي نصبتها الولايات المتحدة في كابول، إن الاحتلال السوفييتي لأفغانستان الذي دام عقدا من الزمن، والذي انتهى بالفشل في 1989، لا يترك موسكو في حالة مزاجية لإعادة الانخراط بشكل وثيق مع أفغانستان.
حكومة السوفييت
وتابع لوكيانوف: الحكومة التي تركها السوفييت وراءهم نجت على الأقل لمدة 3 سنوات بعد انسحاب قوات الجيش الأحمر، نعتقد أن فشلنا كان كبيرا، لكن يبدو أن الأمريكيين حققوا فشلا أكبر.
من جهتها، تساءلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عما تعنيه عودة سيطرة طالبان على أفغانستان بالنسبة إلى مستقبل القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى الملتزمة بشن جهاد عالمي.
وبحسب تقرير للصحيفة، ليس هناك شك في أن السرعة المذهلة لانتصار طالبان ستعطي دفعة هائلة للمتطرفين في كل مكان، سواء القاعدة أو «داعش» أو المقاتلين في موزمبيق أو سوريا أو المعجبين في برمنغهام أو مانيلا.
وأضاف التقرير: في الشهر الماضي فقط، نشرت الأمم المتحدة تقييما يستند إلى معلومات استخباراتية وردت من الدول الأعضاء تفيد بأن القاعدة موجودة في 15 مقاطعة أفغانية على الأقل، وأن القاعدة في شبه القارة الهندية، التابعة للجماعة، تعمل تحت حماية طالبان في ما لا يقل عن 15 مقاطعة أفغانية، وتحتفل وسائل الإعلام التابعة للقاعدة بعمليات مقاتليها المتكررة على ما يبدو في أفغانستان.
وأردف: كانت هذه دائما مشكلة لإدارة بايدن، وهي مشكلة حاولت تجاهلها، كجزء من اتفاق العام الماضي مع الولايات المتحدة، تعهدت طالبان بعدم السماح بتدريب أو جمع الأموال أو تجنيد الإرهابيين، بما في ذلك القاعدة، التي من شأنها أن تهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف: أخبر زلماي خليل زاد، الممثل الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان، الكونغرس في مايو أن طالبان أحرزت تقدما كبيرا في الوفاء بهذه الالتزامات، ولكن حتى لو كان هذا صحيحا في ذلك الوقت، وربما لم يكن كذلك، فقد توقفت جميع الرهانات الآن.

عنصر من طالبان في مهمة حراسة بينما مواطنون يهرولون إلى مطار كابول (رويترز)

رد «القاعدة»
وتابع: ليس من الواضح ما هو الموقف الذي ستتخذه طالبان تجاه القاعدة أو الآخرين الملتزمين بحملات عنف عابرة للحدود في أفغانستان، كما أنه ليس من الواضح كيف سيكون رد فعل القاعدة على الأحداث الأخيرة.
وأردف: أصبحت هزيمة المجاهدين الأفغان للسوفييت في 1989 أسطورة أساسية ساهمت بشكل كبير في صعود الحركة العالمية المعاصرة بأكملها، على الرغم من أن القاعدة في الواقع لعبت دورا ضئيلا في الحرب.
وأشار إلى أن هزيمة قوة عظمى ثانية على يد عصابة جديدة من المقاتلين الأفغان هي انقلاب دعائي هائل في وقت تحتاج فيه كل هذه الجماعات بشدة إلى رواية جديدة، القاعدة، مثل كل الآخرين، سوف تتشجع، ولكن ماذا تفعل بالضبط؟
وتابع: كان أحد الأسباب العديدة لفشل الولايات المتحدة في أفغانستان هو عدم القدرة في السنوات الأولى من الصراع هناك على التمييز بين القاعدة، وهي مجموعة صغيرة من الإسلاميين العرب إلى حد كبير ملتزمون بالإطاحة بالأنظمة في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الحرب ضد إسرائيل والغرب، وطالبان، التي هي حركة أفغانية رجعية ذات عنصر عرقي وقومي محلي قوي تهدف إلى فرض حكم ديني صارم على دولة واحدة.
وبحسب التقرير، تطورت العلاقات بين طالبان، التي تضم العديد من الفصائل المختلفة، والقاعدة بشكل كبير منذ ذلك الحين، ومع مرور العقود، تم تشكيل علاقات شخصية وروابط عائلية. وعمل قادة شبكات مسلحة أخرى كوسطاء.
وأضاف: لا تزال بعض الأولويات مختلفة، لكن طالبان أكثر وعيا عالميا مما كانت عليه قبل 20 عاما، مما يعني أنهم تتقاسم مع القاعدة بعض عناصر النظرة العالمية ولكن بطرق جديدة ومهمة.
وتابع: لكن طالبان المنتصرة ستسعى أيضا إلى الحصول على الشرعية الدولية، لقد فعلوا ذلك عندما كانوا في السلطة من قبل، وسوف يفعلون ذلك مرة أخرى، السؤال هو طبيعة المساومة التي قد يكون قادة طالبان على استعداد للقيام بها لتحقيق ذلك.
التحول الإستراتيجي
ونبه إلى أن أحد العوامل الرئيسة للعلاقة مع القاعدة هو التحول الإستراتيجي الذي نفذه أيمن الظواهري عندما تولى المصري قيادة الجماعة بعد مقتل أسامة بن لادن في 2011 في غارة أمريكية على مجمع في باكستان.
وتابع: تخلى الظواهري عن شن هجمات بعيدة المدى على «العدو البعيد» في الغرب، وسعى بدلا من ذلك إلى كسب الدعم والشرعية في الأجزاء غير المستقرة التي تمزقها النزاعات في العالم الإسلامي، حيث يعتقد أن فرص التوسع موجودة وأنه يمكن محاربة «العدو القريب» الذي تمثله الأنظمة المحلية بشكل أفضل.
وأضاف: بدلا من تسيير الطائرات إلى المدن الأمريكية، سعى تنظيم القاعدة إلى بناء سمعة طيبة في الإدارة الكفؤة وحماية المجتمعات التي تشعر بالتهميش أو التهديد، وهذا سيجعل من السهل على طالبان، التي لم يتم إلقاء اللوم عليها بشكل مباشر في أي إرهاب دولي ولا تريد أن تكون كذلك، أن تحافظ على تحالفها الفعلي الحالي مع الجماعة.
وأردف: لكن الظواهري مريض للغاية، كما يؤكد مسؤولون أمنيون غربيون وآخرون، وليس هناك ما يضمن أن إستراتيجيته ستنجو من موته أو الأحداث الأخيرة في أفغانستان.
وأشار إلى أن الفرص التي يوفرها المزيج الحالي من أفغانستان المتداعية التي تديرها طالبان، وهزيمة الولايات المتحدة على أيدي ميليشيا مسلحة، والشرق الأوسط الذي شهد عقدين من الاستقطاب والعنف غير مسبوق، ستكون واضحة لأي خليفة للظواهري وللجميع.
واختتم بقوله: حتى لو لم يحاول تنظيم القاعدة الاستفادة من هذه الظروف الجديدة، فإن الآخرين سيفعلون ذلك، وقد يحاولون بتشجيع حكام أفغانستان أو ضد إرادتهم الصريحة، لكنهم سيحاولون.