بعد 20 عاما من الإطاحة بها من السُلطة سيطرت حركة «طالبان» على العاصمة الأفغانية كابل يوم الأحد الماضي بعد انسحاب قوات التحالف بقيادة واشنطن من البلاد، وهروب الرئيس أشرف غني إلى الخارج بعدما انهارت صفوف القوات الأفغانية بسبب انسحاب القوات الأمريكية كليًّا مقابل دعم إقليمي لطالبان ستعود فائدته مستقبلاً لدول أخرى، فانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان كان مقصودا لتكوين جبهة من روسيا وباكستان وتركيا أمام الصين، ويؤكد لنا ذلك محادثات تركيا لطالبان وتوفير الدعم الفني والأمني في حال طلبت الأخيرة ذلك، وكذلك لن تتوانى إيران عن تقديم المساعدات لدعم طالبان لكسب قاعدة تحالف معها.
لنعد قليلاً إلى نشأة هذه الحركة المتشددة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994. فقد لوّنت القومية الباشتونية حركة طالبان، المتحدرة من مجموعة الباشتون العرقية، التي تشكل الأغلبية ويبلغ تعدادها حوالي 40 بالمائة من سكان أفغانستان، الذين يبلغ عددهم حوالي 40 مليونا. وقد أسسها الملا محمد عمر، الذي يعتبر «الأب الروحي لطالبان»، وقد رغب الأخير في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان على حد زعمه.
وقد ساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية، الذين بايعوه أميراً لهم عام 1994م، لكن عناصرها اتبعوا نمطاً متشدداً صارماً شهد على مدى عشرين عاماً فصولاً من العنف والإرهاب.
وعلى الرغم من مغازلة طالبان للعالم عبر التصريحات «المنفتحة» مؤخرا فلن تتعدى مجرد كونها فيلم سينمائي مؤقت لتجميل الصورة البشعة لهذا التنظيم، فغموض خطاب طالبان بشأن النظام القادم لا يخفي فقط براغماتية سياسية للحركة، ولكن قد يخفي أيضاً عدم اتفاق بين قيادات الحركة على شكل الدولة وحقوق النساء والديمقراطية والفهم للإسلام الذي ستطبقه.
صعود طالبان من جديد سيشكل خطراً عالمياً/ فمن ناحية نجد أنهم لم يتم الاعتراف لهم بالسُلطة دولياً، وكذلك لن ننسى الفترة التي حكمت فيها طالبان أفغانستان، حيث تعرضت كثير من الدول لأنواع الهجمات من التنظيمات هناك منها تفجير أبراج الخبر عام 1996، وتفجيرالمدمرة كول بسواحل عدن باليمن.
@HindAlahmed