عائلة «نانسي» : المملكة منحتنا «منزل الاحلام»

لطالما حلمت «نانسي» وزوجها المريض بتأمين مساحة آمنة ومريحة لأطفالهم ليكبروا ويربوا فيها، فإضافة إلى الضغط الناجم عن ضيق المساحة وانعدام الخصوصية، ساهمت الظروف المعيشية السيئة في مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا بالضفة الغربية المحتلة في التسبب بمشاكل صحية خطيرة أثرت على أطفالهم، الذين يعاني أحدهم من التوحد، والآخران من مشاكل صحية مزمنة تتراوح ما بين الربو وهشاشة العظام؛ نتيجة الظروف غير الصحية التي عاشوا فيها.
وبسبب الدخل المنخفض للأسرة الناجم عن عمل الزوج المتقطع في حقول النخيل، لم تكن الأسرة قادرة على تحمّل نفقات إجراء أي أعمال ترميم لمنزلها القديم في السابق.
منحة سخية
في أبريل 2019، تمكنت العائلة من التواصل مع شبكة الأمان الاجتماعي التابعة للأونروا لمساعدتهم في بناء منزل جديد بظروف معيشية مناسبة، وفي سبتمبر 2019، تلقت العائلة الموافقة التي طال انتظارها والتي ستحقق حلمهم، وتم اختيارهم لتلقي منحة سخية من الصندوق السعودي للتنمية، لمساعدتهم على بناء منزل أحلامهم.
هذه المنحة الممولة سعوديا جاءت لدعم برنامج إعادة تأهيل المساكن، الذي أطلقته الأونروا عام 2019 بهدف تمكين اللاجئين من بناء منازل جديدة أكثر أمانا من خلال تزويدهم بالموارد المالية.
وبلغ إجمالي المنحة السعودية 3 ملايين و150 ألف دولار أمريكي، تم تخصيصها لإعادة بناء 61 وتجديد 122 مسكنا في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، كانت عائلة أبو عجوة واحدة من بين 61 أسرة استفادت من المنحة لإعادة بناء منزلها وتمكنت لأول مرة من الاحتفال بالعيد في 2021 في بيئة أكثر صحة وأمانا.
منزل مريحوبالكاد تمكنت السيدة نانسي أبو عجوة من إيجاد الكلمات للتعبير عن فرحتها بسعادة أطفالها، وقالت: «الأطفال كانوا متحمسين للغاية ومتشوقين للنوم في غرف نومهم الجديدة بعد سنوات من النوم في مساحة ضيقة ضمن غرفة صغيرة، إن مجرد رؤية البهجة والترقب في وجوههم كانت لا تقدر بثمن، فابنتي ستتمتع بقدر أكبر من الخصوصية الآن، ولدى أشقائها مساحة أكبر للدراسة واللعب»، وأضافت: «لدينا ثلاث غرف نوم، وحمامان، ومطبخ جميل».
بالنسبة لنانسي وعائلتها، فإن عطلة عيد الأضحى لهذا العام لم نشهد لها مثيلا، فقد تمكنت العائلة التي تعيش في مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا بالضفة الغربية المحتلة، من العيش أخيرًا في منزل مريح، بعد سنوات من العيش في منزل لا تتوافر فيه معايير الصحة والسلامة، فمنزلهم القديم المتهالك، الذي كان يتألف من غرفة نوم واحدة وغرفة معيشة وحمام ومطبخ صغير، كان يفتقر إلى التهوية ويعلوه سقف من الصفيح تتسرب من خلاله مياه الأمطار؛ مما أدى إلى تلف الجدران والسقف، وقالت عائلة أبو عجوة: المنزل الجديد يمثل كل ما أردناه، إنه مكان جميل والعيش فيه أسعد، وقد منحنا راحة البال، أود أن نشكر المملكة العربية السعودية والأونروا على هذه الفرصة، ونشعر بالامتنان؛ كوننا تلقينا هذه المساعدة.
إعمار وإصلاح وعلى مر السنين، اتضح الدعم القوي للمملكة العربية السعودية من خلال زيادة التمويل للمعونة الغذائية ومشاريع البنية التحتية والمشاريع المتعلقة بالصحة من قبل الصندوق السعودي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والتي بلغ مجموعها أكثر من 800 مليون دولار، ومثال ذلك إعادة إعمار وإصلاح حوالي 250 منزلا متضررا للاجئي فلسطين في قطاع غزة.
إعادة بناء 61 وتجديد 122 مسكنا بمخيمات الضفة الغربية
800 مليون دولار لتمويل المعونة الغذائية ومشاريع الصحة والبنية التحتية