[email protected]
التوازن بين الأصالة والمعاصرة كيف يكون وكيف يمكن انتشاره بين أقطارنا العربية كأهم عامل للحفاظ على مقوماتنا الثقافية الأصيلة؟ ويبدو أن الإجابة عن السؤالين تكمن في مقدرتنا على أن نكون أوفياء لتراثنا العربي بما يحمل هذا التراث العظيم من تاريخ فكري عريق وثقافة مازالت جذورها باقية في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا، وفي الوقت ذاته لا بد أن نتكيف بأي شكل من الأشكال مع إفرازات الثقافة العالمية ومتطلباتها، هذا التوازن الضروري في حياتنا العربية لا بد من الاهتمام والتركيز على دراسة جوانبه المختلفة كمدخل لإثبات وجودنا في هذا العالم، ولكن وفق منطلقات ثابتة مستمدة من تراثنا الثقافي الأصيل، وإقامة إطار من التوازن بين الأصالة والمعاصرة يضعنا أمام تحديات لا بد من مواجهتها بصراحة متناهية.
وليس هناك ما يدعو من مغبة انعكاس التيارات الثقافية الغربية على تراثنا الثقافي أو حاضرنا، الذي مازال يستمد وهجه من ذلك التراث، فصحيح أن الثقافات الحديثة قد تجاوزت الحدود واخترقت السدود، ساعدها في ذلك تقنية متطورة تمثلت في وسائل الاتصال المختلفة، فأضحت ثقافات العالم واتجاهاته الفكرية وأنماط سلوكياته تدخل إلى بيوتنا دون استئذان، وأضحت تلك الوسائل تغطي الكرة الأرضية ضمن ثورة معلوماتية هائلة ليس بإمكاننا إلا تقبلها ولكن وفق معايير «اختيارية» ذاتية تضعنا أمام محك مهم وحيوي لاختيار مقدرتنا على الحفاظ على هويتنا الثقافية، غير أننا سوف نجتاز بمهارة هذا الاختيار العملي الصعب رغم إشكالية الجمع بين المستويات النوعية الثقافية العالمية وبين عملية إنتاج الثقافة واستهلاكها.
[email protected]
[email protected]