DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نزاعات الجزر بين اليابان وجيرانها تفاقم المخاطر في شرق آسيا

تحولت إلى ورقة في صراعات القوى العظمى

نزاعات الجزر بين اليابان وجيرانها تفاقم المخاطر في شرق آسيا
قال موقع «آسيا تايمز»: إن اليابان تعيد تنشيط نزاعاتها حول الأراضي مع روسيا والصين والكوريتين وتعيدها إلى الواجهة مرة أخرى.
وبحسب مقال لـ «مارك فالنسيا»، الباحث البارز في المعهد الوطني الصيني لدراسات البحر الجنوبي، عادت نزاعات السيادة اليابانية مع روسيا حول جزر الكوريل (الأقاليم الشمالية)، ومع الكوريتين حول جزر دوكدو، ومع الصين حول جزر سينكاكو، إلى الصدارة.
وأشار إلى أن إحياء تلك النزاعات هو انعكاس لإصرار اليابان الجديد ودعم الولايات المتحدة لهذا الموقف لأغراضها الخاصة.
وتابع: الأسوأ من ذلك أنها أصبحت محاصرة في سياسات القوى العظمى التي تنطوي على مصالح روسيا والصين واليابان والولايات المتحدة.
وأردف يقول: على وجه الخصوص، توترت العلاقات بين الصين واليابان بالفعل بسبب الدعم الدبلوماسي والمادي القوي الذي تقدمه طوكيو للجهود الأمريكية لاحتواء الصين، في الواقع، تقترب اليابان من الخطوط الحمراء للصين.
ونقل عن ياسوهيد ناكاياما، وزير الدولة الياباني للدفاع، قوله في يونيو: علينا حماية تايوان كدولة ديمقراطية.
تهديد بقاء
وأضاف الكاتب: كما قال نائب رئيس الوزراء الياباني تارو آسو «إن الغزو الصيني لتايوان سيهدد بقاء اليابان»، لذا يجب على اليابان والولايات المتحدة الدفاع عن تايوان معًا.
وأردف يقول: أصبحت اليابان أيضًا أكثر عدوانية تجاه الصين في بحر الصين الجنوبي، في أكبر استعراض للقوة في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، في يونيو 2019، أرسلت أكبر سفينة حربية لها، حاملة طائرات الهليكوبتر إيزومو، إلى بحر الصين الجنوبي للتدريبات مع حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريغان.
ولفت إلى أن الصين صرحت بأن سلوك اليابان الأكثر حزما هو إنكار صارخ لثمار الانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية وتحد شديد للنظام الدولي بعد الحرب.
وتابع: في يوليو، انضمت اليابان إلى الولايات المتحدة في دعوة الصين علنًا إلى الالتزام بحكم التحكيم الدولي ضدها بشأن بحر الصين الجنوبي.
وبحسب الكاتب، ترى الصين أن اليابان تواصل تاريخها من الغطرسة والعدوان من خلال كونها جزءًا من إستراتيجية احتواء الصين بقيادة الولايات المتحدة.
ومضى يقول: في الواقع، فيما يتعلق بالزيارة الأخيرة لوزراء الحكومة اليابانية إلى مقبرة ياسوكوني تكريما لقتلى اليابان في الحرب، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ مؤخرا «إن الزيارة تلحق ضررا خطيرا بمشاعر شعوب الدول الآسيوية المتضررة»، بما في ذلك الصين، وتعكس مرة أخرى مشاعر اليابان، وتمثل موقفا خاطئا تجاه تاريخها العدواني.
القومية والعسكرة
وأكد الكاتب أن الحزم الياباني مؤخرا يُذكر روسيا والكوريتين والصين بغطرسة اليابان الثقافية، والقومية غير المنضبطة والعسكرة التي أدت إلى حرب المحيط الهادئ في المقام الأول.
ولفت إلى أن هذا هو سياق عودة النزاعات الإقليمية إلى السطح، مضيفا: الخلافات مرتبطة بالتاريخ والمبدأ والأسبقية والتحركات القومية، كلها تنبع من الأعمال غير المكتملة المتبقية من شروط استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فهي مشبعة بذكريات سلوك اليابان اللا إنساني قبل وأثناء الحرب.
ونبه إلى أن منطقتين من المناطق المتنازع عليها إستراتيجيتان، الأولى هي الأقاليم الشمالية بجزر الكوريل التي تستخدم في رصد عمليات عبور السفن الحربية والغواصات الروسية واحتمال استهدافها بين فلاديفوستوك والمحيط الهادئ، والثانية هي سينكاكو التي تستخدم في مراقبة سفن العدو واحتمال استهدافها باستخدام الممرات البحرية القريبة.
وأشار إلى أنه هذا هو ما يدفع الولايات المتحدة إلى الاهتمام بهذه النزاعات.
وأضاف: تنص معاهدة سان فرانسيسكو للسلام التي أنهت حرب الحلفاء مع اليابان على أن طوكيو يجب أن تتخلى عن كل الحقوق والملكية والمطالبة بجزر الكوريل، لكن اليابان تدعي أن الأقاليم الشمالية ليست جزءًا من جزر الكوريل، تعتقد روسيا أن اليابان تراجعت عن التزاماتها المتعلقة باستسلامها عام 1945، وهذه القضية حالت دون توقيع الطرفين على معاهدة سلام تنهي الحرب رسمياً.
ونبه إلى أن الزيادة الأخيرة في تحليق الطائرات الروسية حول المنطقة المتنازع عليها مع اليابان أدى إلى قلق قوات الدفاع الذاتي اليابانية.
معاهدة الأمنوتابع: أعلنت الولايات المتحدة أن أي استفزاز عسكري من جانب الصين في سنكاكو من شأنه أن يستدعي معاهدة الأمن المشترك بين الولايات المتحدة واليابان.
وأضاف: قد تتساءل روسيا عما إذا كان رد فعل الولايات المتحدة على مثل هذا الاستفزاز في المناطق الشمالية سيولد رد الفعل نفسه.. في الواقع، يتكهن البعض بأن روسيا تختبر ردود فعل الولايات المتحدة.
وأردف بقوله: قد تلعب السياسة الداخلية دورًا أيضًا، من المقرر إجراء الانتخابات الروسية في سبتمبر، وفقد حزب الرئيس فلاديمير بوتين بعض الدعم في الشرق الأقصى، لذلك ربما كان يأمل في حشد الجماهير وراء الحزب من خلال التلويح بالقومية.
وتابع: في أواخر يوليو، زار رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إحدى الجزر المتنازع عليها وقال «إن الحكومة تدرس إنشاء منطقة اقتصادية خاصة على الجزر».
وأردف: بعد احتجاج اليابان على زيارة ميشوستين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان «إن الصين تعتقد بشكل ثابت أن نتائج الحرب المنتصرة ضد الفاشية يجب أن تُحترم وتدعم بشدة».
وبحسب الكاتب، فإن هذا بمثابة تغيير في موقف الصين من هذه القضية بالذات، لكن ربما تستخدم بكين الآن هذا النزاع كوسيلة ضغط في نزاعها الخاص مع اليابان حول سينكاكو، التي يسميها الصينيون دياويوتاى.
الحرب العالميةومضى يقول: كانت جزر سينكاكو تحت سيطرة اليابان منذ نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى عام 1895 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، أدارتها الولايات المتحدة من عام 1945 إلى 1972، عندما أعادت إدارتها إلى اليابان.
وتابع: لكن الصين وتايوان تدعيان أن اليابان استولت عليها بالقوة وفرضت معاهدة غير متكافئة، وبالتالي يجب إعادتها مثل بقية الأراضي التي استولت عليها الامبراطورية اليابانية والتي أعيدت في 1945.
ولفت إلى الصين وتايوان تجادلان بأن إعلان بوتسدام يتطلب أن تتخلى اليابان عن السيطرة على جميع الجزر باستثناء «جزر هونشو، هوكايدو، كيوشو، وشيكوكو والجزر الصغيرة التي نحددها»، وهذا يعني أن السيطرة على الجزر يجب أن تنتقل إليهما.
وأضاف: مرة أخرى، هناك شعور في روسيا بأن اليابان، بتواطؤ مع الولايات المتحدة، قد تراجعت عن التزاماتها.
وأردف: الولايات المتحدة محايدة في الواقع فيما يتعلق بمسألة السيادة، وتصر فقط على أن سنكاكو تدار الآن من قبل اليابان، وبالتالي تقع تحت الالتزامات المنصوص عليها في معاهدة الأمن المشترك بين الولايات المتحدة واليابان.
وأشار إلى أنه في ظل أن اليابان هي الطرف المشترك في كل تلك النزاعات، فإن أي تسوية من جانبها بشأن أحدها يمكن أن تشكل سابقة.
وأردف يقول: هذا هو السبب في أن هذه الخلافات من المرجح أن تتفاقم لجيل آخر على الأقل، باختصار، هذه الخلافات هي حالة من الجمود بين الأطراف المتعددة، ما لم تتوسع لوحة اللعبة أو القواعد، لكن إصرار اليابان الجديد يزيد من المخاطر في اللعبة.