وقال: «أعتقد أنهم يمرون بنوع من الأزمة الوجودية بشأن هل يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة شرعية؟ لست متأكدا من أنهم يريدون ذلك»، مضيفا أن الحركة تبدو أكثر التزاما بمعتقداتها.
لكنه أضاف أن «طالبان عليها كذلك أن تبذل جهدا لمعرفة إن كان بوسعها توفير الدعم للأفغان».
وأضاف في المقابلة التي سجلت الأربعاء، أنهم «يهتمون أيضا بما إذا كان لديهم طعام يأكلونه وما إذا كان لديهم دخل يمكنه إدارة الاقتصاد، وهم يهتمون بما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على تماسك المجتمع الذي يقولون إنهم يهتمون به كثيرا، لا أعول على أي من ذلك».
وتابع قائلا: إن ضمان حقوق المرأة سيتطلب ضغوطا اقتصادية ودبلوماسية وليس القوة العسكرية.
عيد الاستقلال
وحول تسارع الأحداث ما بين سيطرة طالبان ووعودها للمجتمع الدولي بحماية أرواح الأفغان، قال شاهد: إن عدة أشخاص لقوا حتفهم الخميس في مدينة أسد آباد الأفغانية بعدما أطلق مقاتلو الحركة النار على أشخاص يلوحون بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال.
يأتي ذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة في احتجاج مماثل.
وذكرت وسائل إعلام أن «الاحتجاجات التي يشارك فيها أشخاص يلوحون بالعلم الأفغاني، بعد تمزيق رايات طالبان البيضاء في بعض الأحيان، هي أول مؤشرات على معارضة شعبية لطالبان بعد تقدمهم المذهل في أنحاء البلاد وسيطرتهم على العاصمة كابول يوم الأحد».
وقال الشاهد، ويدعى محمد سالم: «خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل».
وتابع: «قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان».
وذكرت وسائل إعلام أن مدينة جلال آباد في شرق البلاد وأحد أحياء إقليم باكتيا شهدا احتجاجات، لكن لم ترد تقارير عن أحداث عنف.
وتحتفل أفغانستان بعيد الاستقلال عن بريطانيا في 1919، في 19 أغسطس من كل عام.
راية طالبان
كما نشرت وسائل إعلام مشاهد مماثلة في أسد آباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضا الأربعاء، بينما مزق المحتجون في بعض الأنحاء راية طالبان البيضاء.
وعبر أمرالله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات.
وكتب على تويتر: «تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة».
وصرح يوم الثلاثاء، أنه موجود في أفغانستان، وأنه «الرئيس الشرعي القائم بالأعمال» بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب استيلاء طالبان على العاصمة كابول.
وسيثير قمع الاحتجاجات شكوكا جديدة بشأن تطمينات طالبان بأنها تغيرت عما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين 1996 و2001، التي شهدت فرض قيود صارمة على النساء، وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل بوذية أثرية.
من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الألمانية أن «الجيش الألماني كان قد أعد خطة لتوفير طيران عارض لإجلاء موظفين محليين من أفغانستان وذلك قبل انسحابه من هناك؛ تحسبا لتعذر سفر هؤلاء الموظفين على متن طائرات مجدولة».
جاء ذلك وفقا لما صرحت به الوزارة لوكالة الأنباء الألمانية الخميس، وذلك بعدما أوردت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» تقريرا حول هذا الموضوع.
وكان مطار كابول يعمل بشكل طبيعي حتى يوم السبت الماضي، كما أن إمكانية السفر إلى الخارج من مدينة مزار الشريف لم تعد متاحة إلا في الأسبوع الماضي.
ومن لندن، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الذي يواجه حاليا دعوات للاستقالة، إنه لن يستقيل بسبب عدم رده على مكالمة هاتفية مع نظيره الأفغاني في الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن راب لم يقم بإجراء مكالمة هاتفية مهمة يوم الجمعة الماضي مع نظيره الأفغاني حنيف أتمار، لطلب المساعدة منه لنقل المترجمين الأفغان جوا، وقام بدلا من ذلك بتكليف وزير الدولة، زاك جولدسميث، بذلك.
وبسؤاله - وهو في طريقه لحضور اجتماع في مكتب رئيس الوزراء في «داونينغ ستريت» - عما إذا كان سيقدم استقالته، قال راب للصحفيين: «لا».