DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

العراق ضيف شرف معرض الكتاب.. جسر سعودي للتواصل والتقارب

مكانة بلاد الرافدين كبيرة في وجدان أبناء المملكة قيادة وشعبا

العراق ضيف شرف معرض الكتاب.. جسر سعودي للتواصل والتقارب
أكد مختصون أن إعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، عن اختيار جمهورية العراق الشقيقة ضيف شرف النسخة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب، التي ستقام في شهر أكتوبر المقبل بتنظيم وإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة يؤكد عمق الثقافة العراقية العربية وتنوعها، الذي سيُثري فعاليات المعرض ويخلق مساحة تفاعل كبيرة بين الجمهور السعودي وبين المثقفين العراقيين وإنتاجاتهم الفكرية والإبداعية.
وأوضحوا في حديثهم لـ «اليوم»، أن مكانة العراق وشعبه كبيرة في وجدان أبناء المملكة وأفئدتهم، قيادة وشعبًا، إضافة الى خلق حراك وتعاون ثقافي واقتصادي وعلى كل الأصعدة بين البلدين.
وكان وزير الثقافة قد قال: «إن اختيار العراق يأتي في سياق العلاقات الأخوية، التي تجمع الشعبين الشقيقين السعودي والعراقي، وفي إطار الجهود المشتركة من البلدين لتعزيز التعاون في جميع المجالات التنموية، ومنها المجال الثقافي»، منوهاً بالثقافة العراقية وعمقها وتنوعها وهو ما سيُثري فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته المقبلة، كما سيسهم في خلق مساحة تفاعلية كبيرة بين الجمهور السعودي وبين المثقفين العراقيين وإنتاجاتهم الفكرية والإبداعية.
الأمم ترتقي بالعلم والتواصل
قالت الكاتبة د. عائشة نتو: «منذ الصغر ونحن نسمع المقولة شعب العراق يقرأ ما يطبع من العالم العربي، وإخواننا العراقيون من الشعوب المثقفة القارئة للكتب، والسعودية دوما أبوابها مشرعة لكل الشعوب، وفي كل معرض كتاب يقام تكون إحدى الدول ضيفا على هذا المحفل الثقافي، واستضافة دولة العراق في معرض الكتاب بالرياض فرصة للاطلاع على ثقافات الشعوب، فالأمم ترتقي بالعلم والتواصل مع الشعوب، فمرحبا بشعب العراق العريق، وبسكان الرافدين، وبأهل العلم والعلوم بيننا ومنا وإلينا».
توثيق أواصر التآخي
أضافت الأكاديمية المتخصصة في السياسات السكانية والتنمية د. عبلة مرشد: «مبادرة قيّمة من سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود في اختيار العراق الشقيق ضيف شرف في معرض الرياض للكتاب في نسخته القادمة؛ لما في ذلك من توثيق أواصر التواصل والتآخي بين الشعبين، علاوة على ما تحمله الاستضافة من معانٍ أدبية وثقافية كبيرة، في تقدير أهمية تاريخ وحضارة بلاد الرافدين، التي أنجبت الكثير من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء في مختلف المجالات والعلوم، إذ تعد العراق منبعا للتراث الثقافي والعلمي والإرث الأدبي العربي، منذ العصور القديمة، ولذلك كانت مكتباتها وثرواتها العلمية الثمينة من المفكرين ومن المطبوعات والمخطوطات، هدفا للعدو في كل زمان، ومع ذلك ظل العراق قائما بأرضه وحضارته وعروبته، شامخاً برجاله وأبنائه المبدعين على مر الزمن، استضافة العراق فيه استعادة واحتواء للعراقيين إلى محيطهم العربي مع أشقائهم وبني جلدتهم في شبه الجزيرة العربية، الذين يشاركونهم التاريخ وأحداثه ويؤازرونهم في الرخاء والشدة، فالإخوة بين الأشقاء، قوة وعزوة وعضد لا تضعفه الحوادث والأيام وإنما تزيد من متانته وشدته».
بلد التاريخ وعبق الحضارات
أوضح المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. محمد الحبابي، أن العراق بلاد التاريخ وعبق الحضارات، الذي تمتد لأكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد، وبها كتب أول حرف في التاريخ من حضارة سومر، ومنها أخرج الملك حمورابي أول قانون خط على الأرض، وتربطنا بالعراق علاقات عديدة منها اللغة والدين والنسب والتاريخ المشترك، حيث تعد جامعة بغداد من أقدم الجامعات في العالم، ولها ثقل في الميزان العلمي، وتخرج فيها العديد من العلماء في مختلف المجالات، ووجود العراق كضيف شرف هو تاريخ ناطق وحضارات تتحدث وشعر يتدفق وآداب جمة لا حصر لها، ومرحباً بعراق الرافدين دجلة والفرات. وأعتبر وجودها إضافة مميزة لمعرض الكتاب الدولي القادم.
توسيع الشراكات الإبداعية
بيَّن الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري، أن اختيار العراق ضيفاً لنسخة معرض الكتاب الدولي القادم بالرياض، امتداد للعلاقات المتينة بين البلدين في مختلف المجالات، ومنها العلاقات الاقتصادية والثقافية، مما يعزز من توسيع الشراكات الإبداعية والإنتاج الفكري وتطوير المحتوى المحلي للبلدين، وبالتالي انعكاس ذلك على مجالات التنمية والكفاءات البشرية وتبادل الخبرات وفتح آفاق مستقبلية ترتكز على المنافع المشتركة وخلق حراك اقتصادي مشترك يسهم في النمو الاقتصادي للبلدين الشقيقين، مؤكداً أن العلاقات الاقتصادية والثقافية محورية بين البلدين لوجود الكثير من القواسم المشتركة ولتوافر مناخ جاذب وطاقات محفزة، وأيضا في الجانب المتعلق بالتقارب الجغرافي والثقافي والقضايا المشتركة. مضيفا: لذا نجد أن الفرص الاستثمارية متاحة وواعدة في العديد من المجالات مثل الطاقة والصناعة والخدمات والنقل والزراعة وتبادل الخبرات ومكونات استثمارية واسعة من الفرص الجديدة مما سيعمق التعاون الإستراتيجي والتكامل التجاري الشامل، الذي بات محور طموحات البلدين.
وأشار إلى أنه من خلال هذه الجهود المشتركة يمكن تحقيق فاعلية أوسع نحو الدفع قدماً بمستويات الأعمال الفكرية والاقتصادية، وكذلك في مختلف القطاعات نحو المزيد من الحراك الاقتصادي، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ في العام 2017م، 3.999 مليار ريال مقارنة بـ 1.851 مليار ريال في العام 2015، في حين بلغت قيمة صادرات المملكة إلى العراق 3.969 مليار ريال في العام 2017، وما قيمته 8 مليارات دولار خلال العشر سنوات الماضية، وشملت هذه الصادرات سلع اللدائن والمنتجات المعدنية والألومنيوم ومصنوعاته والمنتجات الغذائية والآلات والأجهزة الكهربائية والأدوات والمعدات المختلفة. وتابع: هناك الكثير من الفرص الواعدة والبرامج المشتركة وهذا بدوره سيوسع من عمليات الاستثمار وتنمية الصادرات والواردات، وهو ما سيحدث نقلة نوعية وطموحة في القدرات والإمكانات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي.
جهود متواصلة لتحقيق روح الإخوة
ذكر الباحث في الشأن الأمني والإستراتيجي د. فواز كاسب، أن تصريح وزير الخارجية السعودية في سياق ما تقوم به الرياض تجاه العراق، وهذه الدعوة، يعكس استمرار المملكة على مواصلة الجهود السياسية لرأب الصدع العربي، ولا غرابة في ذلك لمركز الثقل والقيادة للعالم الإسلامي والعربي، وتحقيق مثل هذه الأهداف الثقافية يعكس الخبرة السياسية في تحقيق المصالح الحيوية المشتركة بين البلدين، والعراق العريق ظافر وزاهر بكتّابه وعلمائه وثقافته العربية، وأن مثل هذه المناسبات العربية تخلق روح اللقاء واستشعار الإخوة مع الأشقاء العراقيين من مختلف الطوائف والعودة إلى الصف العربي عبر عاصمة الأمن والسلام.
تفاعل حثيث يثري الثقافة
أوضح المحلل السياسي مبارك آل عاتي: «جاء اختيار جمهورية العراق الشقيقة ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي سيقام في شهر أكتوبر المقبل كخطوة موفقة اختيرت بعناية فائقة تثبت المكانة الجغرافية والسياسية والفكرية والثقافية، التي يتميز بها القطر العراقي الشقيق لدى المملكة قيادة وشعبا، وأن تلك الخطوة جاءت في سياق علاقات الإخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين السعودي والعراقي، وفي إطار الجهود المشتركة من البلدين لتعزيز التعاون في المجالات التنموية كافة، ومنها المجال الثقافي، وما يتمتع به العراق الشقيق من حضارة ضاربة في التاريخ وثقافة مبنية على عمق وتنوع ما يُثري فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته المقبلة. مضيفا إن الاختيار سيخلق حالة إيجابية رحبة من التفاعل البيني بين الجمهور السعودي والمثقفين العراقيين وإنتاجاتهم الفكرية والإبداعية، ومن الجانب السياسي تعتبر خطوات تقارب سعودية حثيثة ومتواصلة نحو العراق والعراقيين لخلق حالة من الوئام والتكامل الفكري والثراء الثقافي بين قطبين ثقافيين من أقطاب الحضارة العربية والإنسانية».
تكريس صحوة الانتماء للعروبة
أشار رئيس المركز العربي للثقافة والإعلام ورئيس الاتحاد العالمي للشعراء عبدالله الخشرمي إلى أن تلك البادرة موقف عربي انتمائي بامتياز للإسهام في التقارب بين بلدين شقيقين، وتكريس صحوة الانتماء للعروبة في العراق، لافتا إلى أن العراق يقفز دائماً لذاكرتنا عبر جسور التاريخ والمورث الثقافي التراثي والإبداعي، وهذه اللفتة بالغة الأهمية وتحسب لوزارة ووزير الثقافة في المملكة لما لبلاد الرافدين من تداخل مؤثر ومتأثر بنسيجه العربي، خصوصا بالمملكة والجزيرة العربية بصورة محددة، ولدي يقين بأن الشعب العراقي بطيوفه الثقافية المتعددة سيثمنون غاليا هذه البادرة للمملكة مما يعزز ويسرع بالمزيد من التقارب والتبادل الأكثر وعياً وحميمية بين الشعبين الشقيقين.