في ظروف غامضة وبسرعة متناهية تسابق الزمن انسحبت سيدة العالم من أفغانستان، وفتحت كل الأبواب والممرات لتدخل ميليشيات الطالبان وتحتل العاصمة كابل بعدما تركت قواتها المنسحبة آلياتها ومعداتها العسكرية ليستولى عليها الطالبان، ولكن هل قرار انسحاب القوات الأمريكية وسفارتها وقنصلياتها وممثليها الدبلوماسيين والأمريكان العاملين في كابل هو محض الصدفة. الجواب لا. فهذا قرار معد منذ زمن أنه في تمام الساعة من اليوم وفي شهر ستنسحب أمريكا، وتعود الطالبان إلى أفغانستان لتحكم البلاد من جديد، وقد كان حكمهم الأول منذ عام 1996 حتى عام 2002 بعد هزيمتهم وخروجهم من أفغانستان إلى المغارات والجبال المتاخمة لأفغانستان، ومنذ ذلك الوقت والطالبان منظمة إرهابية وأمريكا الدولة، التي تحاربها وتتابع ميليشياتها من مغارة إلى جبل، الأمر الذي يدعو للتساؤل: كيف تحول العدو إلى صديق ويفتح البلاد لمَنْ كان يتابعهم ويقتلهم ليعودوا من جديد لأفغانستان؟ وزير خارجية أمريكا يصرح بأننا أنهينا مهمتنا في أفغانستان بنجاح. الكونجرس والشيوخ الأمريكي أيضا في حالة تساؤل لماذا تم الانسحاب ولماذا عادت الطالبان أيضا؟، وزير الخارجية الأمريكي حذر من تكون جماعات ومنظمات إرهابية جديدة مع عودة الطالبان. إذن لماذا فتحتوا الأبواب على مصراعيها يا معالي وزير خارجية أمريكا وسهلتم دخول الطالبان وأنتم من الدول، التي تحارب الإرهاب؟ هذا مجرد سؤال لأرضي به فضولي مع أني أعلم جيدا أن أمريكا هي مَنْ أوجدت القاعدة وداعش وهي تحاربهم لأنهم إرهابيون، ولكن نحن بصدد عدة تساؤلات أولا الولايات المتحدة أرسلت 4600 جندي لإجلاء الأمريكان والمواطنين الأفغان من كابل، هل نحن على أعتاب نشوب حرب جديدة أم لفتح باب الهجرة للإرهابيين، كما فتحت الأبواب لداعش من تركيا وألمانيا وفرنسا حتى عثوا في أرض الشام والعراق فسادا. الحقيقة يكتنفها الغموض نوعا ما، وهل روسيا لها دور بارز في أفغانستان كما كان لها في سوريا؟ ننتظر الأيام القادمة، ولكن نسأل الله القدير السلامة لأوطاننا.