«شبكة حقاني»
ويقول المسؤولون الغربيون في تصريحات لموقع «الحرة»: إن ضلوع «شبكة حقاني» بهذه المهمة «مقلق» ويقوض وعود طالبان بالسير في مسار أكثر اعتدالًا مما فعلته الحركة عندما حكمت البلاد من عام 1996 إلى عام 2001.
كما أنه يثير احتمالية عودة القاعدة إلى أفغانستان، الأمر الذي قد يخالف الوعود التي قطعها قادة الحركة خلال المحادثات الدبلوماسية في قطر مع المسؤولين الأمريكيين العام الماضي، بعدم السماح للبلاد بأن تصبح مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين.
وكان عبدالله عبدالله، رئيس مجلس المصالحة الوطنية الأفغاني، التقى الخميس مع خليل الرحمن حقاني والوفد المرافق له في كابل. وقال وقتها إن «حقاني سيعمل على توفير الأمن لمواطني كابول»، في إشارة علنية على توليه أمن العاصمة الأفغانية.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية صنفت حقاني عام 2011 إرهابيا عالميا، وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
كما أنه مدرج في قائمة الأمم المتحدة للإرهاب، وعام 2012، صنفت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما شبكة حقاني منظمة إرهابية، بعد ضلوعها في هجمات ضد القوات الأمريكية، واستهداف سفارة واشنطن في كابل.
تحذير أممي
وحذر تقرير أعدته الأمم المتحدة عن أفغانستان من أن طالبان تقوم بعمليات بحث مستهدفة عن متعاونين يعتقد أنهم عملوا مع النظام السابق، وتهدد أفراد أسرهم بالانتقام.
وذكر تقرير سري، في أربع صفحات للمركز النرويجي للتحليلات العالمية، اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية أن «الأفراد الذين يشغلون مناصب رئيسية في الجيش والشرطة ووحدات التحقيق معرضون للخطر بصورة خاصة».
ورفض رئيس مركز الأبحاث، كريستيان نليمان، تأكيدات طالبان أنها لن تنتقم من المعارضين، وقال لـ (د.ب.أ): «إنهم يحاولون ببساطة البقاء عليهم في مكانهم، والقبض عليهم».
ووفقا للتقرير، حددت طالبان أماكن وجود الأفراد الذين أرادت اعتقالهم قبل السيطرة على المدن الرئيسة في البلاد.
وأضاف التقرير: إن مسلحي الحركة كانوا يعتقلون أفراد الأسر أو يهددونهم إذا لم يستسلم الأشخاص المستهدفون، مستشهدين برسالة من طالبان على ما يبدو إلى مسؤول أمني أفغاني سابق رفيع المستوى كدليل.
إلى ذلك، ذكر تقرير إعلامي أن العديد من أعضاء الحكومة الأفغانية المخلوعة اختفوا.
اختفاء واحتجاز
وذكر عديد من أقارب أعضاء الحكومة الأفغانية المخلوعة أن «مشرعين سابقين اختفوا أو ربما تم احتجازهم من قبل الحركة».
كان الحاكم السابق لإقليم لغمان عبد الولي وحيد زاي، وقائد الشرطة السابق بالإقليم لطف الله كمران، قد استسلما للحركة قبل خمسة أيام، لكن ما زالا في سجن طالبان، طبقا لما ذكره أقارب، حسب قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية.
وأضاف التقرير أن قائد الشرطة السابق بإقليم غزني، محمد هاشم جلجي، مفقود أيضا.
وكانت حركة طالبان قد تعهدت سابقا بالعفو عن جميع هؤلاء الذين عملوا لصالح الحكومة السابقة.
من جهة أخرى، قال التلفزيون الألماني العام: إن مقاتلي «طالبان» الذين كانوا يلاحقون صحفيا يعمل لدى «دويتشه فيله» قتلوا بالرصاص أحد أقاربه وأصابوا آخر بجروح خطيرة. وأضاف: «إن منازل ثلاثة صحفيين آخرين يعملون به تعرضت للمداهمة».
لكن بعض الصحفيين الأفغان أوردوا أيضا تقارير عن تعرضهم للضرب وتعرض منازلهم للمداهمة منذ سيطرة طالبان على العاصمة يوم الأحد.
مغادرة أفغانستان
وفي السياق، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الجمعة: إن معظم الأفغان غير قادرين على مغادرة بلادهم، مضيفة: «إن أولئك الذين ربما يواجهون الخطر ليس أمامهم طريق واضح للفرار».
وجددت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو الدعوة إلى البلدان المجاورة لإبقاء الحدود مفتوحة أمام طالبي اللجوء في ضوء ما وصفتها بـ«أزمة متصاعدة».
وقالت بإفادة صحفية في جنيف: «الغالبية العظمى من الأفغان غير قادرين على مغادرة البلاد عبر القنوات العادية، حتى اليوم، أولئك الذين قد يكونون في خطر ليس لديهم مخرج واضح».
وبعيدا في باريس، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيريه الروسي فلاديمير وبوتين والأمريكي جو بايدن إلى العمل معا بشأن الوضع في أفغانستان، في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، بحسب بيان ورد في وقت متأخر الخميس.
وقال ماكرون: إن الولايات المتحدة وفرنسا تتحملان مسؤولية أخلاقية تجاه هؤلاء الأفغان الذين يحتاجون إلى الحماية ويتقاسمون القيم الغربية، مضيفا: «لا يمكننا التخلي عنهم».
وفي مكالمته الهاتفية مع بوتين، ناقش توقعات طالبان بما ذلك الانفصال عن الجماعات الإرهابية الدولية ومكافحة المخدرات والاتجار غير القانوني في الأسلحة واحترام حقوق النساء.