ومن الجهة الأخرى، فإن لتطور التعليم الأثر الكبير في ترسيخ علم وفنون القيادة ليُدَرَّس في المنظومات المختلفة، حيث إن دراسة هذا العلم صَقلت الروح القيادية عند البعض من خلال اكتساب القدرات والمهارات القيادية وتطبيقها على أرض الواقع. والقائد المُبدع هو مَنْ اجتمعت فيه الروح القيادية الموروثة والمُكتسبة من المناهج والنظريات ليصنع صاحبها نظاما قياديا قويا وسليما ليعين ذاته أولاً ومجتمعه ووطنه ثانياً على الانضباط والتّقدم.
وبفضل من الله تعالى، فإن قيادة مملكتنا جمعت ما بين الروح القيادية المتوارثة والمُكتسبة. وقيادة بلادنا نجحت في احتضان القيادة بأنواعها، وهذا يُفسّر نجاح قادة بلادنا على تفعيل الانضباط قانوناً وشرعاً وتقدم نهضتها في مجالات مُتعددة. فالبيئة القيادية الحاضنة أخرجت لنا قادة ضحوا بأموالهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على هذه البلاد.
وأخيراً، فإن المواطن الحق هو الذي يتأمل تاريخ بلاده وصنع أمجاده، فالتأمل يعين العقل على الوعي ليحمد الإنسان ربه ويشكره على نعمة الوطن. فمراحل تأسيس بلادنا انطلقت من قائد ذي شخصية قيادية وحازمة اجتهدت في جعل الحق منهجاً قيادياً راسخاً بفضل من الله تعالى. وتاريخ بلادنا القيادي يشهده العالم، الذي جعل بلادنا وقادتها وشعبها يتميز بالعطاء الإنساني والحزم والولاء. وكل هذا انعكس على قوة وتلاحم مجتمعنا للحفاظ على إحدى نعم الله تعالى علينا في حب كل ما يتعلق بهذا الوطن.
@FofKEDL