في الدول العربية كان لتونس، وللجزائر نصيب ليس بالقليل في الحرائق التي طالت مناطق واسعة، في أماكن زراعية ويستفاد من بعضها تقليدياً في إنتاج الأخشاب وتصديرها للغرب، وبشكل خاص لفرنسا. الصديق القديم لقطاع عريض من أهل السياسة في الدول العربية، وبخاصة في شمال أفريقيا. التونسيون يمرون بجملة أزمات وجاءت الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الجبال، والمرتفعات التونسية المحاذية للحدود الجزائرية التي تشتهر بزراعة الأشجار كإضافة للمصائب التي يمر بها الناس هناك ولم أستغرب حديث البعض في تونس حول أزمة الحرائق ووصفها بثالثة الأثافي، بمعنى مصيبة تضاف لما هو موجود من مصائب، وأخطار سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وصحية.
في الجزائر يجب قبل كل شيء الاعتراف بأن المصيبة كانت مضاعفة من جراء حرائق الغابات، حيث طالت عدداً كبيرا من المواطنين، إضافة إلى أعداد أكبر من رجال الجيش وقوات مكافحة الحرائق في البلاد. ثم هناك ملاحظة مهمة اتضحت في الموقف السياسي الجزائري، حيث تحدث رجال في السلطة، في وزارة الداخلية، ورئاسة الحكومة، وفي الدوائر القريبة من الرئاسة بأن هناك أيادي خفية تخريبية تقف وراء حرائق الغابات، وأعلنت السلطات الرسمية ممثلة في وزارة الداخلية أنه تم القبض على عدد من الأشخاص ممن يقفون خلف إشعال هذا الكم الهائل من الحرائق، والتي كانت تثور في أكثر من مكان، وفي أماكن يصعب الوصول إليها من قبل رجال الإطفاء. في أحد السجالات بين أهل السياسة في الجزائر علق أحدهم بقوله الصريح، إن من يقف خلف هذه الكوارث التي عجزت الدولة والجيش، والمواطنون عن التصدي لها من فعل سياسيين معروفين للشعب الجزائري، أكثر من ذلك وصف بعض هؤلاء السياسيين بأنهم أتباع حزب فرنسا في الجزائر. المتابع لما حدث في الجزائر يدرك أن حرائق تشتعل في كل مكان، في السياسة وفي الغابات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث احتشد الناس عبر الفيس بوك، وتويتر للتعليق على مقاطع استغاثة لأشخاص فقدوا ذويهم، وهم في ذات الوقت يتضرعون إلى الله بأن يلطف بهم، وببلادهم. في الحياة كل شيء ممكن ومحتمل، وهذا الاستعراض يكشف حجم الأخطار التي تواجهها بعض المجتمعات، والتي لا تأتي عادة فرادى.
@salemalyami