اليوم ونحن نقف أمام نتائج الشركات المدرجة في النصف الأول من العام الحالي 2021، نلحظ تحسنا ملموسا في النتائج المالية للنصفية لأكثر من 105 شركات مدرجة، مقابل تراجع أداء 77 شركة أخرى، فيما بلغت نسبة تحسن الأداء نحو 127 %، بينما يعني تحسن الأداء والنتائج هنا أن هذه الشركات في اتجاهين: الأول شركات حققت نموا في الأرباح المحققة، والثاني شركات نجحت في تقليص خسائرها بشكل ملحوظ، بفضل تحسن أدائها التشغيلي، أو بسبب قدرتها على إدارة الملف المالي بشكل جيد.
الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية وإداراتها التشغيلية، تدرك تماما أن النمو الاقتصادي في المملكة، والحيوية الكبرى التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي بفضل رؤية 2030 وبرامجها الوطنية المنبثقة منها، هو أمر يعزز من فرص نمو ربحية هذه الشركات، وتحسن أدائها التشغيلي، بما يدعم بالتالي وضعها التنافسي في السوق المحلية والدولية أيضا.
في ضوء هذه النتائج المعلنة الآن... من المهم أن يركز المستثمرون على أداء هذه الشركات ومدى تطوره، هذا بالإضافة إلى معرفة مدى قدرة إدارة الشركة على مواجهة الأزمات التي قد تطرأ، وأساليب التعامل معها، بما يسهم بالتالي في اتخاذ المستثمرين لقرار استثماري موفق وناجح.
الشركات الناجحة، والتي تحقق نموا في الأرباح، وتعزز من حضورها التشغيلي والتنافسي، هي شركات تمتلك بلا شك إدارات مميزة ساهمت في تحقيق هذه النجاحات... وفي المقابل الشركات التي لم تستطع لسنوات وسنوات تعزيز حضورها التنافسي، وتحسين وضعها المالي، من المهم أن تسعى إلى مواكبة الفرص المتاحة، حتى إن وصل الأمر إلى الدخول في قطاعات تشغيلية واستثمارية جديدة تعيد من خلالها الشركة توازنها المالي ويحقق تطلعات مستثمريها.
ختاما... تبقى الأسواق المالية في العالم أجمع أحد أهم القنوات الاستثمارية، إلا أنها قناة تتطلب مستوى مرتفعا من الإدراك وقراءة الفرص، والبحث دائما في مراحل تطور أداء الشركات المدرجة، ومدى قدرة هذه الشركات على تحقيق تطلعات مستثمريها من عام لآخر.