DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

العالم قلق من توفير «طالبان» ملاذا آمنا للمتطرفين

قائد كبير بالحركة صنفته واشنطن «إرهابيا عالميا» ومكافأة مليونية للقبض عليه

العالم قلق من توفير «طالبان» ملاذا آمنا للمتطرفين
هللت الجماعات المتطرفة في أنحاء العالم عندما سيطرت طالبان على أفغانستان، الأمر الذي أثار قلقا عالميا من تحول البلاد مجددا إلى ملاذ آمن للإرهابيين الذين ألهب نجاح الحركة حماستهم.
قالت طالبان: إنها لن تسمح باستخدام أفغانستان لشن هجمات على بلدان أخرى.
لكن خبراء يقولون: إن العلاقات لا تزال قائمة مع تنظيم «القاعدة» الذي كانت هجماته على الولايات المتحدة سببا دفع واشنطن إلى غزو أفغانستان في 2001، فضلا عن جماعات أخرى في باكستان المجاورة.
وأحد قادة «طالبان» الكبار هو سراج الدين حقاني زعيم «شبكة حقاني»، وصنفته الولايات المتحدة «إرهابيا عالميا»، ورصدت «مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه».
تحمس متطرف
يقول أسفنديار مير، الخبير الأمني لجنوب آسيا في مركز الأمن والتعاون الدولي بجامعة ستانفورد: «المتطرفون بصفة عامة مبتهجون بعودة طالبان ومتحمسون».
وتابع: «كبرى الدوائر الإرهابية في أنحاء جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا تتابع الموقف، ونظام القاعدة يرى عودة طالبان نصرا له».
وإلى جانب الجماعات المتحالفة مع القاعدة، تلقت طالبان رسائل تهنئة من جماعة «الشباب» الصومالية، وحركتي «حماس والجهاد» الفلسطينيتين، ومن «ميليشيا الحوثي» في اليمن.
وتعهدت حركة «طالبان الباكستانية»، وهي ليست جزءا من «طالبان الأفغانية»، بالولاء وقالت: «إنه تم إطلاق سراح المئات من أفرادها من السجون عندما بسطت طالبان الأفغانية هيمنتها على أفغانستان في الأيام القليلة الماضية».
ويشكك قادة العالم في التصريحات العلنية المعتدلة التي تطلقها طالبان منذ استيلائها على السلطة، وإن كان بعض المسؤولين الدبلوماسيين الذين لهم دراية بمفاوضاتها يقولون: «إن الحركة تسعى لاعتراف العالم بها بل وربما الحصول على مساعدات تنموية».
وتعهد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي في كابول الثلاثاء، بألا تكون أفغانستان أرضا لشن هجمات على بلدان أخرى.
وقال: «أود أن أؤكد للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن أحدا لن يمسه سوء، لن نسمح باستخدام أراضينا ضد أحد، لا نريد أعداء في الداخل أو الخارج».
وأبلغ خبراء مستقلون بالأمم المتحدة مجلس الأمن في الشهر الماضي بأن تنظيم القاعدة له وجود في 15 إقليما على الأقل من 34 إقليما في أفغانستان.
توسيع وجود
كما يقول الخبراء: إن تنظيم «داعش» وسع نطاق وجوده ليمتد إلى عدة أقاليم منها كابول، بينما شكل المقاتلون خلايا نائمة.
وتعارض «داعش» طالبان، لكن بعض المحللين والمسؤولين حذروا من أن التنظيم قد يستفيد من أي فوضى أو يشجع مقاتلي طالبان على الانشقاق مع سيطرة الحركة على الحكم.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن «استخدام جميع الأدوات المتاحة لوقف التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان».
وشدد مجلس الأمن على أهمية محاربة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم تعرض الدول الأخرى لتهديدات أو هجمات.
وقال متحدث من «داونينج ستريت»: إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أكد في اتصال هاتفي بالرئيس الأمريكي جو بايدن «أهمية عدم خسارة المكاسب التي تحققت في أفغانستان خلال العشرين عاما الماضية وحماية أنفسنا من أي تهديد ناشئ من الإرهاب».
وقال مصدران مطلعان: إن الصين أثارت مخاوف بشأن حركة «شرق تركستان» المناهضة لها في لقاءات مع طالبان مؤخرا.
وقال مصدر من «طالبان» لـ«رويترز»: «يتحدثون عن حركة «شرق تركستان» كلما التقوا بنا»، مضيفا أن «الحركة طمأنت الصين إلى أنها لن تسمح بهجمات».
وتقول الحكومة الأمريكية: «إن حركة شرق تركستان لم تعد قائمة كمنظمة فعلية بل باتت تصنيفا واسعا تستخدمه الصين لقمع مجموعة متنوعة من الجماعات العرقية مثل الأويغور في إقليم شينغ يانغ»، وتنفي الصين جميع الاتهامات بارتكاب انتهاكات.
ويقول بعض المسؤولين والمحللين: «إن الخطر الحقيقي الأكبر تواجهه باكستان جارة أفغانستان».
الاختبار الأول
وقال مير من جامعة ستانفورد: «الاختبار الأول والسهل لالتزامهم (بوعودهم) هو حركة طالبان باكستان».
وأضاف: «من مقرها في شرق أفغانستان، صعّدت حركة «طالبان باكستان» العنف ضد باكستان ويبدو أنها تجهز لحملة كبيرة».
وقالت «طالبان» الباكستانية: إن 780 من أعضائها، ومنهم الرجل الثاني في القيادة سابقا مولوي فقير محمد، تم تحريرهم من سجون في أفغانستان وتمكنوا من الوصول إلى - ما وصفته الجماعة - بمعاقلها في شرق أفغانستان.
ولم يرد متحدث باسم «طالبان الأفغانية» بعد على طلبات للتعقيب على تحرير السجناء.
وفي ذروة قوتها، أودت هجمات «طالبان الباكستانية» بحياة المئات، ومنها هجوم على مدرسة في بيشاور في 2014 أدى لمقتل أكثر من 140 معظمهم أطفال.
وتراجعت عمليات الحركة بشدة في السنوات التالية، لكنها شرعت في الآونة الأخيرة في تنظيم صفوفها من جديد وشنت هجمات على قوات أمن في المناطق الحدودية.
وقال المدير المساعد لمركز السياسة الأوروبية، المؤسسة البحثية في بروكسل، جورج ريكيليس: إن «طالبان الأفغانية» تريد اعتراف المجتمع الدولي وقد تحاول الوفاء بوعدها عدم السماح بأن تصبح أفغانستان قاعدة لأعمال قتالية.
لكنه قال: إن نجاح طالبان جعل من مقاتليها أبطالا في نظر التطرف الخفي.
أضاف: «تجد كل عناصر الأسطورة التي تلهم وتجذب الجماعات والشباب المتطرف: فكر متطرف، مقاتلون أبطال في جبال وعرة، نجاح عسكري ونصر أولا على الغزو السوفيتي والآن على الولايات المتحدة، هذا جزء من الدروس التي يجب أن نتعلمها، وما ينبغي أن نستعد له».