إن ثنائية الذكر والأنثى ليست مجرد ظاهرة كونية أو جسدية، بل هو إيمان ينبغي أن نؤمن به قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)، فهذه سنة كونية أوجدها الله تعالى للحياة مثل أن يعيش السمك بالماء، والطائر في السماء، والأسد في الغابة، فالسمكة تموت لو جعلناها تعيش بالسماء والطائر يموت لو جعلناه يعيش بالماء؛ لأنه خالف فطرته وطبيعته، وهكذا لو غير الإنسان هويته الجنسية بناء على شهوته ومزاجه، فإنه يموت شعوره وتضطرب شخصيته ويصاب بالقلق والاكتئاب لأنه خالف فطرته وطبيعته.
والعالم اليوم يتجه بقيادة الغرب إلى هدم الأسرة من خلال دعم حرية الإنسان في اختيار هويته الجنسية، فاتجهت القوانين إلى تجريم مَنْ يعارض مَنْ يختار أن يكون شاذا أو متحولا جنسيا أو ذا ميول بين الجنسين، وجعل أمر الشذوذ والتحول طبيعيا وحقا مشروعا، وتم فرضه بالقوة بناء على رأي أقلية من المؤيدين على حساب أغلبية الشعوب، فصار المهم أن يشبع الإنسان نفسه وما يشتهي على حساب الزواج والأسرة وتربية الأبناء، وإذا استمر الإنسان أن يعيش حياته بهذا الأسلوب وقتها يكون عنده لا معنى لوجود أسرة أو عائلة في حياته.
كنا نناقش في السابق المساواة والحقوق بين جنسين وهما الرجل والمرأة، واليوم صرنا نناقش المساواة والحقوق بين خمسة أصناف وهم الرجل والمرأة والشاذ والمتحول جنسيا وأصحاب الميول للجنسين، فكل هذه الأصناف صارت تطلب حقوقا لها، وكلها صارت تطلب المساواة، وربما سيأتي زمان يصبح الرجل أو المرأة يمشون في الطرقات ويشعرون بأنهم غرباء، وكأنهم من كوكب آخر بسبب زيادة عدد الشاذين والمتحولين جنسيا في العالم، فيشك الرجل برجولته وتشك المرأة بأنوثتها.
فالله تعالى عندما خلق الزوجين الذكر والأنثى من أجل التكامل في الحياة واستمرارها من خلال الإنجاب والتكاثر، فلو زاد عدد الشاذين والمتحولين على عدد الرجال والنساء، فإن البشر سينتهون بسبب عدم الإنجاب من الزوجين، فقانون الزوجية من القوانين الكونية، التي أوجدها الله تعالى وأي مخالفة لقوانين الله تعالى فإنه انتكاس للفطرة، فالحمد لله على نعمتي الإيمان والإسلام.
@drjasem