[email protected]
توصم أمتنا العربية بأنها أمة لا تقرأ، وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، فهي ظاهرة متفشية بين دولنا العربية بنِسب متفاوتة، شئنا هذا أم أبينا، ولا يمكن علاج هذه «الأزمة»، إن جاز لي تسميتها بالأزمة، من خلال أجيال متقدمة في العمر نطالبها اليوم «بالمواظبة» على القراءة الحرة، وأظن أن الطفل فيما أرى هو نقطة البداية الحقيقية لوضع أمتنا على الطريق الثقافي الصحيح الذي يجب عليها أن تسلكه، وهي مسألة تحتاج إلى وقت وصبر طويلَين، ولكن حسبنا أن نضع أقدامنا على أول الطريق؛ لأن النجاح عادة يبدأ بخطوة، فالاهتمام بتثقيف الطفل منذ سنوات عمره الأولى سوف ينشلنا من مغبة التخلف الثقافي السائد في ربوعنا العربية، فالطفل هو النواة الأولى للأسرة، وبالتالي فإن الأسرة هي النواة الأولى لتشكيل المجتمع، فإذا غرسنا حب القراءة والمطالعة والثقافة في نفس الطفل منذ الصغر استطعنا دون شك أن نضمن قيام مجتمعات مثقفة داخل بيوتنا، فالمَثل يقول «مَن شبَّ على شيء شاب عليه»، فإذا عوَّدنا الطفل منذ صغره على «البحلقة» في شاشة التليفزيون لينهل منه ثقافة سلبية نشأ على هذا المنوال.
أنا لا أقول إن البرامج التلفازية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة غير غنية بالثقافة، ولكن هذه الأجهزة لن تغني عن الكتاب أو تلغي دوره الريادي كأهم منهل ثقافي من مناهل المعرفة بل هو المنهل الأساسي للتثقيف دون منازع، فلابد إذن إذا أردنا الوصول بمجتمعاتنا إلى ما يجب أن تصل إليه من رقي ثقافي نطمح إليه جميعًا أن نهتم بأدب الطفل اهتمامًا خاصًا، وأن نهتم بإنشاء صحافة تخاطب الطفل العربي، وإنشاء «مكتبات منزلية» لتعويد الطفل على ارتيادها.