وكتبت حكاكيان في مقال بصحيفة «نيويورك ريفيو»: «لقد صدمت لكنني لم أتفاجأ عندما أخبرني مكتب التحقيقات الفيدرالي أنني مستهدفة. حتى في الولايات المتحدة، حيث إن منتقدي النظام ليسوا في مأمن من القتلة».
وأضافت حكاكيان إنه في أواخر أغسطس 2019، بعد ظهر أحد أيام الصيف، بعد أن زار اثنان من عملاء الـ «إف بي آي» منزلها، قيل لها إنها أحد أهداف عملاء النظام الإيراني، والخطر يهددها.
وبعد إصدار بيان من 14 ناشطة في إيران يطالبن علي خامنئي بالاستقالة وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية، كانت رويا حكاكيان واحدة من 14 ناشطة خارج إيران وجهن رسالة تدعم هذا البيان.
مذكرات حكاكيان
وفي عام 2004، نشرت مذكراتها «رحلة من أرض لا»، والتي تؤرخ لفترة مراهقتها كيهودية إيرانية في خضم الثورة الإيرانية.
كما نشرت حكاكيان في عام 2011، كتابًا بعنوان «قتلة القصر الفيروزي» حول اغتيال قادة معارضة النظام الإيراني في مطعم في ميكونوس ببرلين.
وهو كتاب تروي فيه حكاكيان وتعيد صياغة كيفية اغتيال صادق شرفكندي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني، وفتاح عبدلي، وهمايون أردلان ونوابه، ونوري دهكردي، على يد عملاء وزارة المخابرات في النظام الإيراني، مساء 17 سبتمبر 1992، وكان برويز دستمالجي، أحد الحاضرين في مطعم ميكونوس والذي نجا من الاغتيال، أدلى بشهادته في وقت لاحق في المحكمة باعتباره الشاهد الرئيسي.
وكان الشاهد الآخر مسؤولا استخباراتيا رفيع المستوى هرب من إيران.
وقد أُخذ عنوان كتاب «قتلة القصر الفيروزي» من جزء من شهادة نفس المسؤول الكبير بوزارة الاستخبارات في محكمة ميكونوس.
وكشف المسؤول الكبير بوزارة المخابرات أمام المحكمة أن لجنة مؤلفة من المرشد علي خامنئي، وأكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس الجمهورية آنذاك، وكذلك علي فلاحيان، وزير المخابرات آنذاك، اتخذوا قرارا بشأن اغتيال معارضي النظام خارج إيران.
وفي وقت سابق، في 14 يوليو، أعلنت وزارة العدل الأمريكية في بيان لها أن أجهزة المخابرات الإيرانية خططت لخطف الصحافية مسيح علي نجاد من الولايات المتحدة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية، فإن المخابرات الإيرانية كانت تخطط لاختطاف مسيح علي نجاد ونقلها إلى إيران عبر فنزويلا، قبل عام على الأقل، وخلال هذه الفترة، تمت مراقبة منزل علي نجاد ومقربيها باستخدام معدات التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
مؤامرة خطف
وقالت العدل الأمريكية في بيانها: إن علي رضا فراهاني ومحمود خاضعين وكيا صادقي وأميد نوري، وهم أربعة إيرانيين متورطون في مؤامرة خطف مسيح علي نجاد.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت نيلوفر بهادري فر خدمات مالية لفريق المخابرات الإيراني بالإضافة إلى تمكينهم من الوصول إلى النظام المالي الأمريكي.
وقد قوبل الكشف عن مؤامرة النظام الإيراني باختطاف مسيح علي نجاد بردود فعل واسعة النطاق في الولايات المتحدة، كما أدان كبار المسؤولين في حكومة جو بايدن هذه الخطة.
لكن بعد فضح مؤامرة المخابرات الإيرانية لاختطاف مسيح علي نجاد، قالت وزارة العدل ومسؤولون أمريكيون: إن عددًا من الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني الآخرين في الولايات المتحدة وكندا استُهدفوا أيضًا من قبل أجهزة المخابرات الإيرانية.
ومن الواضح الآن على الأقل أن رويا حكاكيان، الكاتبة والصحافية الإيرانية الأمريكية، كانت أيضًا أحد أهداف عملاء المخابرات الإيرانية على الأراضي الأمريكية.
هذا ولم يعلق مسؤولو حكومة جو بايدن بعد بشكل خاص على التقرير المنشور حول تهديد رويا حكاكيان، لكن في وقت سابق، أعرب جاك سوليفان، خلال لقائه بمسيح علي نجاد، عن قلقه من زيادة أنشطة الأنظمة الاستبدادية، مثل النظام الإيراني، في استهداف المحتجين والنشطاء والصحافيين في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
وقال سوليفان: إن واشنطن ستواجه مثل هذه الأعمال غير القانونية التي تنتهك حقوق الإنسان وتشكل تهديدا للقانون والنظام الدوليين.
وفي يناير 2019 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أجهزة الاستخبارات الإيرانية بعدما اتهم طهران بالضلوع في مخططات لاغتيال معارضي النظام في الأراضي الهولندية والدنماركية والفرنسية.
وتزامن إعلان قرار التكتل مع اتهام الحكومة الهولندية إيران بالوقوف وراء مقتل معارضين اثنين في 2015 و2017.
مخطط إيراني
وكتب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة «من المشجع جداً استخلاص أن الاتحاد الأوروبي توافق للتو على عقوبات جديدة ضد إيران رداً على أنشطة معادية ومؤامرات مخطط لها ارتُكبت في أوروبا، بما في ذلك في الدانمارك».
وأضاف «الاتحاد الأوروبي يبقى موحداً.. أعمال من هذا القبيل غير مقبولة وينبغي أن تكون لها عواقب».
وتشمل العقوبات تجميد أموال وأصول مالية أخرى تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية وأفراد تابعين لها، وفق ما أفاد مسؤولون.
وقادت الدنمارك الجهود الرامية لفرض العقوبات بعد اتهامات بأن طهران حاولت قتل ثلاثة معارضين إيرانيين على أراضي الدولة الاسكندنافية.
وتسببت عملية مطاردة أمنية على ارتباط بالمخطط الذي يعتقد أنه كان يستهدف ثلاثة إيرانيين ينتمون إلى «حركة النضال العربي من أجل تحرير الأحواز»، بإغلاق الجسور وتعليق الرحلات البحرية بين الدنمارك والسويد في 28 سبتمبر 2018، ثم فرضت فرنسا عقوبات على شخصين يشتبه بأنهما عميلان إيرانيان وغيرهما من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
وخلصت أجهزة الأمن الفرنسية إلى أن مسؤول العمليات في وزارة الاستخبارات الإيرانية أمر بوضع مخطط لتفجير تجمع لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في إحدى ضواحي باريس في يونيو العام الماضي، وهو اتهام نفته طهران بشدة.
وفي يونيو الماضي، استعرض تقرير للاستخبارات الاتحادية الألمانية المساعي الإيرانية الحثيثة لاستهداف المعارضين الذين يعيشون في ألمانيا أو يزورون بلادهم، وزيادة أعداد مؤيدي حماس وحزب الله في البلاد.
وذكر تقرير استخباراتي آخر صدر، في أبريل الماضي، أن إيران لم تتوقف عن مساعيها لامتلاك سلاح دمار شامل خلال عام 2020، وتطرق أيضا لأنشطة إيران «التجسسية» في ألمانيا. ويصف تقرير يونيو، أجهزة الاستخبارات في إيران بأنها «أداة مركزية تحتفظ القيادة السياسية من خلالها بالسيطرة»، ونتيجة لذلك، تركز هذه الأجهزة على المعارضة الإيرانية، وقد «ظل مستوى تهديد المعارضين الإيرانيين في ألمانيا وأوروبا مرتفعا في 2020».