في مقالي السابق ذكرت أن ما حصل في أفغانستان ليس محض الصدفة، بل هو عمل مخطط ومتفق عليه مسبقا وعلى أعلى المستويات، والمتأمل في المشهد السياسي والتداعيات السريعة في أفغانستان تدل على أن ما حصل هو عمل استخباراتي متقن ومتفق عليه مع مجموعة دول وليست دولة واحدة، فأمريكا وجدت أن حركة الطالبان هي بمثابة المغناطيس، الذي سيجذب الميليشيات والفصائل الموالية لنظام الملالي في إيران، التي تقع تحت سيطرتها في كل من العراق وسوريا ولبنان ولعل الأمريكان كان هدفهم هو إخراج الأفعى من جحرها، وهذا ما حصل فقد سقطت مدن وولايات أفغانية الواحدهة تلو الأخرى وهو جزء من مخطط كبير ستكون هذه اللعبة داخل الأراضي الإيرانية، فحركة الطالبان وعلى مدار أيام قليلة على الحدود الدولية مع إيران، وهنا ستبدأ الولايات المتحدة بتنفيذ المخطط الثاني لها من اللعبة بمشاركة دول أخرى مثل بريطانيا وإسرائيل وهو وضع إيران في المواجهة مع الطالبان، بالنسبة لإيران فهي دولة غير مواجهة، بل تعتمد في عملياتها على أذرعتها وفصائلها وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان، الذين ستزج بهم إيران في أرض المعركة إذا حصلت المواجهة، وهنا ستبدأ حرب جديدة بين دولة سنية بحتة ودولة شيعية بحتة، وقبل المواجهة ستكون هناك في كل أفغانستان تصفية شاملة للوجود الشيعي في كل المدن الأفغانية قد نستنتج أن الوقت حان لإنهاء الثورة الخمينية من إيران، حيث إن تاريخ صلاحية هذه الثورة بدأ سنة 1979، وقد تكون انتهاء الصلاحية قد حان موعده كما حصل للقاعدة وداعش، والحاصل في المشهد الأفغاني أن الطالبان في حوزتها أسلحة ومعدات وآليات عسكرية حديثة، ومدربين عليها تدريبا كاملا، الكل يتأمل وينتظر مجريات الأحداث، فلعل حركة الطالبان القشة، التي ستقصف ظهر إيران وملالي إيران وأذرعة إيران.