موقف سعودي
وأعربت المملكة عن أملها باستقرار الأوضاع في أفغانستان بأسرع وقت، مُؤكدة في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني.
وجددت الخارجية التأكيد على موقف المملكة الرافض لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة، وقدمت العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللشعب الأفغاني الشقيق، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.
وقال شهود: إن تفجيرين هزا المنطقة الواقعة أمام المطار مساء الخميس كما انطلقت الأعيرة النارية، وأظهر تسجيل مصور التقطه صحفيون أفغان عشرات الجثث مسجاة حول قناة لصرف المياه على مشارف المطار.
ويقول الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية: إن المسؤولين العسكريين الأمريكيين متأهبون لمزيد من هجمات التنظيم على المطار بما في ذلك احتمال شن هجمات بصواريخ أو سيارات ملغومة.
وأضاف: «نفعل كل ما بوسعنا لنكون على أهبة الاستعداد»، مشيرا إلى تبادل بعض المعلومات الاستخباراتية مع طالبان وقال: إنه يعتقد أن الحركة «أحبطت بعض الهجمات».
وتُسابق القوات الأمريكية الزمن لاستكمال انسحابها من أفغانستان قبل انتهاء مهلة حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتنقضي بعد يومين وتحديدا في 31 أغسطس.
تأكيد ونفي
وقال مسؤول طبي وآخر من طالبان: إن عدد القتلى الأفغان ارتفع إلى 72 قتيلا من بينهم 28 من أعضاء بالحركة، وإن كان متحدث باسم طالبان نفى لاحقا مقتل أي من المقاتلين الذين يحرسون منطقة المطار.
وقال الجيش الأمريكي: إن 13 من جنوده قُتلوا.
وقال تنظيم داعش، الذي يعادي طالبان كما يعادي الغرب: إن أحد انتحارييه استهدف «المترجمين والمتعاونين مع الجيش الأمريكي».
ولم يتضح إن كان انتحاريان فجرا نفسيهما أم كان أحد الانفجارين ناتجا عن عبوة ناسفة.
ويقول بايدن: إنه أمر وزارة الدفاع (البنتاغون) بالتخطيط لكيفية ضرب تنظيم «داعش -ولاية خراسان» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وأضاف في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض ونقلها التليفزيون «لن نسامح ولن ننسى، سنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن».
وتتنامى مخاوف من أن يواجه السكان الباقون في أفغانستان أزمة إنسانية مع تفشي فيروس كورونا والنقص الوشيك في إمدادات الغذاء والدواء.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن أملها في إمكانية تدشين جسر جوي إلى مدينة مزار شريف في شمال البلاد بمساعدة السلطات الباكستانية لنقل الإمدادات الطبية.
وقالت كيلي كليمنتس نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة: إن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني يمكن أن يفروا بسبب الأزمة في بلادهم، وناشدت جيران أفغانستان إبقاء الحدود مفتوحة أمام طالبي السلامة.
هلع السكان
من جانبهم، أعرب سكان كابول عن هلعهم في أعقاب الهجوم الإرهابي.
وقال حسين، الذي يعيش في الجزء الغربي من المدينة وتم حجب لقبه لدواعٍ أمنية: «أشعر بالإحباط وخيبة الأمل».
وأضاف: «الجميع هنا في كابول يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل».
وقال وحيد، الذي يقيم على مقربة من المطار: إنه يواجه «أسوأ لحظات حياتي».
وذكر أن «البعض ألقى باللائمة في المذبحة على الحشود التي تجمعت في الموقع في محاولة يائسة للهروب من بلادهم عقب سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور».
وألقى آخرون باللائمة على الغرب في السماح لهم بالفرار والوضع الفوضوي والخطر في المطار.
وقيّم مركز الاستجابة للأزمات التابع لوزارة الخارجية الألمانية الوضع الأمني في مطار العاصمة الأفغانية كابول بأنه «خطير للغاية».
وكتب المركز في رسالة إلى المواطنين الألمان في كابول الجمعة «إنه لا يزال هناك خطر كبير من وقوع هجوم حول المطار».
وأضاف المركز: «لذلك نوصيكم بشدة بعدم الذهاب إلى المطار في الوقت الحالي».
وأنهى الجيش الألماني الخميس جسره الجوي من العاصمة الأفغانية كابول بعد 11 يوما من بدء المهمة، بينما سيستمر الإجلاء الأمريكي لبضعة أيام.