ومن مبدأ التنافس الشريف يستطيع المجتمع الوظيفي أن ينهض ويُثمر في العطاء دون تعطيل. فالتنافس الشريف يشترط أن ينشغل أصحابه بتكثيف إنجازاتهم والعمل على تطويرها. لأن الانشغال بما يملكه الإنسان يُحرك عجلة العطاء الذاتي، ويُبعد صاحبه عن الفراغ وسمومه. في حين، أن التنافس غير الشريف يفرض على صاحبه الانشغال بالآخرين ومراقبة ممارساتهم وإنجازاتهم. وعادةً ما يكون هذا النوع من التنافس يعتبر مسارا مُظلما تُحركه دوافع مذمومة وبعيدة عن الأخلاق الحميدة.
أيضاً، لا نستطيع أن نتجاهل تأثير القيادة والإدارات في أي مجتمع وظيفي يتخذ قراراته بعد المشاركات والاستشارات، التي تصب في مصلحة الفرد قبل الجماعة. فأولوية المصالح الفردية في المجتمع الوظيفي تعتبر محفزات لتكوين الجماعات السليمة، التي تقوم على مبادئ واضحة وأخلاقية. فأي إنجاز عظيم تكون بدايته بفكرة أو أداة متواضعة قائمة على منهج العطاء السوي بأشكاله.
والآن ونحن في المراحل الأولى لاسترجاع المجتمعات الوظيفية في القطاعات التعليمية علينا أن نعيد هيكلة المجتمع الوظيفي بما يتناسب مع المتغيرات الحديثة. فخلال فترة قصيرة عاش العالم تجارب مختلفة وبفضل من الله كان المجتمع باختلاف ثقافاته في هذا الوطن يجتهد في تكثيف التلاحم الفكري والعاطفي. مما أدى إلى إعادة النظر في أهمية بعض القيم الأخلاقية، التي تاهت في زمن تعددت فيه الأدوات المعرفية والعلمية السلبي منها والإيجابي.
@FofKEDL