DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

واشنطن تستذكر «حالة» ألمانيا الغربية بالدفاع عن «تايبيه»

واشنطن تستذكر «حالة» ألمانيا الغربية بالدفاع عن «تايبيه»
واشنطن تستذكر «حالة» ألمانيا الغربية بالدفاع عن «تايبيه»
تايوان.. مشكلة حاولت واشنطن حلها بقلب استراتيجية الصين المفضلة ضدها (رويترز)
واشنطن تستذكر «حالة» ألمانيا الغربية بالدفاع عن «تايبيه»
تايوان.. مشكلة حاولت واشنطن حلها بقلب استراتيجية الصين المفضلة ضدها (رويترز)
رغم تعهد الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة، بالدفاع عن ألمانيا الغربية، إلا أنها لم تعترف بها كدولة مستقلة، كما واجهت واشنطن فرض قيود شديدة على قدرتها على نشر قوات على أراضي ألمانيا الغربية ومساعدتها في ترسيخ شرعيتها الدبلوماسية.
ويقول المحلل الأمريكي، هال براندز، في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء: إن الوضع يبدو غير منطقي، ولكنه تقريبا هو ما تواجهه الولايات المتحدة اليوم فيما يتعلق بتايوان، وهي مشكلة حاولت الإدارتان الرئاسيتان الأخيرتان في الولايات المتحدة حلها، من خلال قلب إستراتيجية الصين المفضلة ضدها.
والخلفية وراء ذلك هي وجود علاقة غريبة جدا بين الولايات المتحدة وتايوان، فمنذ أن مرر الكونغرس «قانون العلاقات مع تايوان» في عام 1979، كان هناك التزام غامض من جانب الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان، كما قامت من حين لآخر، ببيع الأسلحة إليها.
وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل تصاعد التوترات بمضيق تايوان، جعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الدفاع عن تايوان أحد أعمدة الإستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ثم أعلنت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن -وسط القيام بتدريبات عسكرية مهددة للصين- أن الدعم الأمريكي لتايوان «ثابت لا يتزعزع».
ويقول براندز: إنه مع ذلك، فإن الولايات المتحدة ليست لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان منذ عام 1979، عندما نقلت هذا الاعتراف إلى بكين، ولم يعد البنتاغون يبقي على قوات مقاتلة أو طائرات هناك، مما يعني أنه إذا رغبت الولايات المتحدة بالدخول في نزاع، فإنها ستحاول الدفاع عن تايوان بواسطة قوات توجد على بعد المئات، أو حتى الآلاف من الأميال.
ويحظى محور إستراتيجية الولايات المتحدة في شرق آسيا بقدر قليل من الشرعية العالمية، وترتبط تايوان بعلاقات دبلوماسية كاملة مع 15 دولة فقط، وهي مستبعدة من الكثير من المنظمات الدولية، مما يسبب معضلة بالنسبة لواشنطن.
ويقول براندز: إنه إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى جعل فكرة أنها ستقاتل من أجل الدفاع عن تايوان، تتسم بالمصداقية، فإنه من المتوقع أن تبدأ بالاعتراف بتايوان دبلوماسيا، وقد تعرض على تايوان تعهدا دفاعيا لا لبس فيه، بصورة أكثر رسمية، وأن تقوم بتوسيع نطاق العلاقات العسكرية بين البلدين بصورة أكبر، وأن تعيد تايبيه إلى المنتديات الدولية.
من ناحية أخرى، يوصي المحلل دان بلومنتال، بأن تعامل أمريكا تايوان بصفتها شريكا حيويا، وليس كمشكلة خلفتها الحرب الباردة.
ويتمثل التحدي الواضح في إمكانية أن تستخدم الحكومة الصينية نفوذها لجعل هذا النهج صعبا للغاية، كما يمكنها أن ترد بصورة خطيرة، بل وعنيفة، على التغييرات السريعة في الوضع السياسي أو الدبلوماسي لتايوان.
وتوضح مديرة المخابرات الوطنية، أفريل هاينز «أنه لهذا السبب اختار بايدن عدم إعطاء تايوان تأكيدا دفاعيا صريحا، خوفا من أن تقوم الصين بتصعيد الضغط العسكري والاقتصادي على تايبيه بشكل كبير، بينما تعمل على تقويض المصالح الأمريكية بقوة في أنحاء العالم.»
وبدلا من ذلك، اتخذ كل من ترامب وبايدن، بدفعة من الكونغرس، نهجا تدريجيا أكثر مهارة.
فقد زادت إدارة ترامب وعجّلت من مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، بناء على نظرية أنه كلما زادت هذه المبيعات، صارت كل واحدة أقل إثارة للجدل، وقد عزز كل من ترامب وبايدن الزيارات رفيعة المستوى إلى تايوان، وسهلا على العسكريين الأمريكيين الذهاب إلى هناك، كما التزم المسؤولون الأمريكيون بمساعدة تايوان على تعزيز مكانتها، وإن كان ذلك ببطء، في منظمات مثل جمعية الصحة العالمية.
وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت إدارة بايدن أنها ستجري مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وتايوان، بينما حثت العديد من الدول الأخرى -وتحديدا دول مجموعة السبع وأستراليا- على التصريح علنا، وإن كان بصورة غير مباشرة، بمعارضتها لما وصفته بالعدوان الصيني في المضيق.
وبصورة فردية، لا تعتبر أي من هذه الخطوات دراماتيكية. ولكن بصورة تراكمية، فإنها ترقى إلى مستوى بذل جهد هادئ من جانب الحزبين الأمريكيين (الجمهوري والديمقراطي)، لعكس التدهور الطويل لمكانة تايوان العالمية، وهو جهد يقلص إلى حد ما من مخططات الصين.