DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

نقص المياه في الشرق الأوسط قد يصبح حافزا للاضطرابات والصراعات

سوء الإدارة والفساد أحد الأسباب الرئيسية للجفاف في إيران

نقص المياه في الشرق الأوسط قد يصبح حافزا للاضطرابات والصراعات
نقص المياه في الشرق الأوسط قد يصبح حافزا للاضطرابات والصراعات
احتجاجات على نقص المياه في الأحواز بإيران (اليوم)
نقص المياه في الشرق الأوسط قد يصبح حافزا للاضطرابات والصراعات
احتجاجات على نقص المياه في الأحواز بإيران (اليوم)
يرى محللون ودبلوماسيون أن نقص المياه في دول الشرق الأوسط وبشكل خاص إيران والعرق قد يصبح حافزا للاضطرابات والتمرد في دول المنطقة وغيرها، ويشيرون إلى الخلافات المائية بين الدول المجاورة والاحتجاجات على نقص المياه التي اندلعت هذا العام، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كنذير على احتمال حدوث مزيد من المشكلات السياسية والاجتماعية في المستقبل.
ويقول تقرير لـ«صوت أمريكا»: إن الجزائر وإيران والعراق والسودان واليمن تعاني بالفعل مشكلات تتعلق بالجفاف وشح المياه تفاقمت مع سوء الإدارة الحكومية والفساد. ولتعويض النقص من المياه، يضخ المزارعون والحكومات في جميع أنحاء المنطقة كميات هائلة من المياه الجوفية، والتي تعتبر غير مستدامة على المدى الطويل وتهدد بتحويل الأراضي الخصبة إلى صحراء.
اضطرابات إيران
وفي إيران التي تعاني شح المياه، قُتل نحو ثمانية أشخاص على الأقل خلال احتجاجات عنيفة استمرت أسابيع على نقص المياه في مقاطعة عربستان الجنوبية الغربية وفي مناطق أخرى، بينما تضرب البلاد أسوأ موجة جفاف منذ نصف قرن.
وقال سكان محليون إن المتظاهرين قتلوا برصاص الشرطة وعناصر الأمن. وذكرت منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية والخرطوش في محاولة لقمع الاحتجاجات.
واستمرت الاحتجاجات على نقص المياه في الأحواز لمدة تسعة أيام مع انضمام الآلاف إلى الاحتجاجات في مقاطعات أخرى بما في ذلك جهار محال، وبختياري، وأصفهان، ولورستان، وبوشهر المجاورة.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات المتظاهرين وهم يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام».
ويقول علماء السياسة وعلماء الهيدرولوجيا إن سوء الإدارة السياسية والفساد الحكومي من الأسباب الرئيسية للجفاف في إيران.
تحد خطير
وقال رئيس هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية إن الفترة من أكتوبر 2020 إلى منتصف يونيو 2021 كانت الأكثر جفافا على الإطلاق في السنوات الـ 53 الماضية.
ويشك كافي مدني، النائب السابق لرئيس هيئة البيئة الإيرانية، في وجود ما يكفي من المياه لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر أخرى في الأحواز، وحذر من أن خزان سد الكرخة ينفد بشكل مثير للقلق. وتبلغ سعة الخزان ما يقرب من 6 مليارات متر مكعب من المياه وقد تنخفض إلى نحو 2 مليار متر مكعب.
وقال مدني إن تحدي المياه في إيران خطير للغاية الآن «لدرجة أن آثاره لن تزول دون تغييرات جوهرية في نموذج التنمية والاقتصاد»، وأضاف أن التغيير يتطلب «الإرادة السياسية والموارد الاقتصادية».
ويتهم مدني منذ سنوات المحللين الغربيين بأنهم أغفلوا حقيقة أن نقص المياه يمكن أن يسهم في الصراعات في الشرق الأوسط، وأن الجفاف قد يؤدي إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
مخاطر الصراعات
وأشار تقرير «صوت أمريكا» إلى مخاطر لنشوب صراعات بين الدول المجاورة المتنافسة على موارد المياه الشحيحة.
وفي أبريل الماضي، حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من حدوث نزاع بسبب سد النهضة الإثيوبي بعد انتهاء المحادثات بين بلاده وإثيوبيا والسودان من دون أن تسفر عن اتفاق. وقال السيسي: أقول لإخوتنا في إثيوبيا، دعونا لا نصل إلى النقطة التي تلمس فيها قطرة من مياه مصر، لأن كل الخيارات مفتوحة.
جفاف بالعراق
مع استفحال أزمة الجفاف والتصحر العاصفة بالعراق وغيره من دول المنطقة، تشير أحدث التقارير التي تصدرها منظمات الإغاثة الدولية المعنية، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، إلى أن الملايين في العراق، لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والغذاء والكهرباء، داعية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المياه الحادة.
وفي آخرها ما أصدره المجلس النرويجي للاجئين، الذي حذر من تفاقم الكارثة مع ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مستويات الأمطار والجفاف في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي لحرمان الأهالي من مياه الشرب ومياه الري، ولعرقلة عمليات توليد الكهرباء نتيجة شح ونفاد مياه السدود، وهذا يؤثر بدوره في عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك قطاع الخدمات الصحية.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من 7 ملايين مواطن في العراق مهددون جراء فقدان الوصول لمياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، الذي يعرض مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف التام.
ويؤكد التقرير أن المياه المغذية لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك ومنشآت توليد الطاقة ومصادر مياه الشرب قد جفت في العراق، ومن المتوقع أن إنتاج القمح سينخفض بنسبة 17 % في محافظة نينوى نتيجة للجفاف، أما في إقليم كردستان العراق فمن المتوقع أن ينخفض الإنتاج بمقدار النصف.
أزمة فادحة
وتعكس هذه الأرقام المفزعة، فداحة الأزمة التي تعصف بالعراق جراء الجفاف والتصحر وتراجع منسوب المياه الجوفية، وتراجع القطاعات الزراعية والإنتاجية الأخرى المترابطة، بما يهدد الأمن الغذائي والمائي للبلاد.
وقدرت دراسة لمعهد تشاتام هاوس البريطاني أن «يؤدي التبخر من السدود والخزانات إلى فقدان البلاد لما يصل إلى 8 مليارات متر مكعب من المياه كل عام».
ويتمتع العراق بأحد أكثر إمدادات المياه في الشرق الأوسط وفرة، لكن تدفق نهري دجلة والفرات قد انخفض بنسبة تصل إلى 40 % منذ السبعينيات، ويرجع ذلك جزئيا إلى تصرفات الدول المجاورة، وفق الدراسة.
وكان العراق يستقبل إيرادات مائية طبيعية تخضع للمعاهدات الدولية تتراوح من 40 إلى 50 مليار متر مكعب إلى نهر دجلة الذي أصبح يستقبل اليوم نحو 15 إلى 20 مليارا.
أما نهر الفرات «الذي تضرر كثيرا حاليا»، فقد كان يستقبل في حدود 30 إلى 35 مليار متر مكعب، بينما لا تصل إمداداته الحالية إلى 15 مليار متر مكعب.