ومرَّت على حالات أخرى لبعض الزوجات غير سعيدات مع أزواجهن؛ لأن أزواجهن لا يعاملونهن بعنف، إن هؤلاء يعانين من مشكلة تسمى (السادية المازوخية)، والشعور الذي يرغبن في أن يشعرن به له امتداد تاريخي لهن من أيام الطفولة، وهو وضع غير صحي وغير طبيعي، ومَن يشعر بهذه المشاعر لابد من علاجه؛ لأن الأصل في الإنسان أن يكون سعيدًا لمن يحترمه ويقدّره وليس لمَن يُهينه ويضربه.
إن (السادية) اضطراب نفسي موجود منذ قديم الزمان، ولكن الجديد في الموضوع أنه الآن صار في مواقع على النت توفر خدمة التعامل العنيف مع هؤلاء، لا من أجل علاجهم وإنما من أجل التحكم بهم والسيطرة على حياتهم، فيدخل السادي إلى الموقع ويتعرّف على شخص يكون هو المسؤول عن تعنيفه وإذلاله وإيلامه فيستمتع بالألم ثم يبدأ مسلسل التحكم به والسيطرة على حياته وماله وعلاقاته، هذه الظاهرة الإلكترونية منتشرة في البلاد الأجنبية والآن بدأت تنتشر بقوة في دولنا، وللسادية أسباب كثيرة من أبرزها أن يكون الشخص تعرض في صغره لتحرش متكرر أو ضرب عنيف أو اضطهاد أو عاش ببيت فيه مشاكل عنف كثيرة بين الأبوين أو مشاهدة ظلم الأم وضربها.
وكثير من الشباب والفتيات يدخلون المواقع والحسابات من أجل الدردشة العادية في الهوايات والأكل والسفر وأمور الحياة والحديث عن الأهل والعلاقات، ثم يبدأ الشخص يشعر بأن من يدردش معه حريص عليه وعلى مصلحته، ويخاف عليه حتى يتملكه ويتعلق به، ثم يبدأ بإعطائه أوامر سهلة، ثم تتزايد الأوامر حتى يكون الشخص تحت تصرُّفه، وبعدها يتم طلب العلاقة العنيفة، وبعضهم حتى يتحكم به يرسل له رابطًا، وعندما يفتحه يهكر هاتفه ويسحب صوره وكل معلوماته ثم يبدأ يستفزه ويهدده حتى يستجيب له ويكون ضحية شخص سادي أو عنيف، ثم يرسل له رابطًا ويهكر هاتفه، ويدخل على صوره ويبدأ مسلسل التحكم والاستغلال.
فالمواقع والحسابات هذه إما أن تتعامل مع شخص سادي يذهب لها مباشرة أو هم يتعرفون على أشخاص طبيعيين ويحولونهم لأشخاص ساديين من خلال وسائلهم الذكية في التحكم بالآخرين بأسلوب الهكر والتهديد أو غيره، وهذه المسألة لابد أن يتم توعية أبنائنا وأحبابنا بها؛ لأنها بدأت تنتشر، ولا أريد أن أذكر اسم المواقع، ولكن المهم أن ننشر المعلومة ليستفيد القارئ ولا يقع في حبال هؤلاء الساديين.
@Drjasem