اختراق شبكات
وكانت «إيموتيت»، من أبرز الجهات الناشطة في المتاجرة باختراق الشبكات وتوليد الإيرادات من هذه الجريمة، بعد أن عملت «وكيل تسهيلات» للجريمة الرقمية في جميع أنحاء العالم، حتى أنها مثّلت من بعض النواحي ما يمكن وصفه بـ «غوغاء القرن العشرين المنظمين»، إذ قدّمت للمهتمين بهذا المجال الوسائل المُعينة على ارتكاب الجرائم، بل إنها امتنعت عن تنفيذ الهجمات بأنفسها في السنوات القليلة الماضية من عمليتها، ما صعّب على السلطات تتبعها والقبض على القائمين عليها.
وساعدت «إيموتيت»، جماعات الجريمة الرقمية في شنّ هجمات شديدة على أهداف متنوعة قيّمة، مثل المستشفيات، التي غالبًا ما تُعتبر، حتى في أوساط الجريمة الرقمية، من الخطوط الحمراء التي ينبغي عدم تجاوزها.
برمجيات خبيثة
واكتشفت «إيموتيت»، لأول مرة في عام 2014، واستمرت في التطوّر حتى غدت شديدة الخطورة، بعد أن روّج القائمون عليها إمكانيات الوصول والأدوات الرقمية للبيع أمام مئات آلاف المستخدمين في جميع أنحاء العالم ممن جعلوهم يصابون لاحقًا ببرمجيات خبيثة مختلفة، مثل برمجيات طلب الفدية والتروجانات المصرفية.
وانتشرت شبكة البوتات عبر المرفقات الخبيثة في رسائل البريد غير المرغوب فيها، والتي بمجرد فتحها تُصيب الجهاز بالبرمجيات الخبيثة، وتجعله عُرضة للإصابة بتهديدات أخرى.
وقد تميزت «إيموتيت»، بهذا النهج، بالرغم من شيوعه في أوساط عصابات الجريمة الرقمية، وذلك بفضل حجمها الهائل.
ونجحت «إيموتيت»، على نطاق واسع حتى أصبح القضاء عليها أمرًا أشبه بالمستحيل، نظرًا لبنيتها التحتية اللا مركزية الواسعة والمنتشرة في العديد من البلدان، لكن هذا النجاح انهار في يناير 2021 عندما أعلنت الشرطة الأوروبية «اليوروبول» عن القضاء على عمليات «إيموتيت»، واعتقال أبرز القائمين عليها، في عملية أقرّتها اليوروبول ونُفذت بتعاون وثيق بين العديد من السلطات الحكومية من مختلف البلدان في أوروبا وخارجها.
كواليس الجريمة
ويسرد فيلم سلسلة Hacker:Hunter الجديد قصة علاقات «إيموتيت» والعملية التي أدّت إلى القضاء عليها، مقدّمًا لمحات من الكواليس وعارضًا لتجارب المسؤولين الذين قادوا التحقيقات.
ويُعد الفيلم، الذي أخرجته جيسيكا بنهامو وأنتجه ماكس بيلتز وستيفن روبرت مورس، الخامس في سلسلة أفلام Hacker:HUNTER التي وضعها هوجو بركرلي، مخرج أول فيلمين وثائقيين من السلسلة، اللذين تناولا قصة عصابة Carbanak وهجوم الفدية الشهير WannaCry. ويمكن العثور على تفاصيل الأفراد والجهات الواقفة وراء أجزاء السلسلة على موقع IMDB.
وقالت جيسيكا بنهامو، التي أخرجت كذلك فيلم Ha(ck)cine من أفلام السلسلة الوثائقية، إن تقدّم الجريمة الرقمية يستلزم من السلطات اتخاذ ردّ الفعل المناسب إزاءها والتعاون فيما بينها لمحاربة التهديدات والأفراد الذين يقفون وراءها، وأضافت: «لا يدرك الناس في كثير من الأحيان مقدار الجهود المبذولة في سبيل إسقاط عصابة رقمية، لذلك أشعر بالحماس؛ لأننا توصلنا إلى إظهار كم يوجد من الأشخاص المتحمسين والمخلصين الذين تعاونوا من مختلف الدول لتحقيق ذلك».
كشف فيلم وثائقي بعنوان Emotet vs The World Police تفاصيل عملية شرطية دولية أسفرت عن القضاء على «إيموتيت» Emotet، إحدى أخطر شبكات البوتات والجريمة الرقمية في العقد الماضي.
عرض الفيلم الوثائقي الذي تبثه وحدة إنتاج الأفلام الوثائقية التابعة لكاسبرسكي، Tomorrow Unlocked، حصريًا على القناة التي تحمل نفس الاسم على يوتيوب، وهو الجزء الخامس في سلسلة أجزاء hacker:HUNTER التي تروي قصص جرائم حقيقية من عالم الإنترنت.