DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

القاص الناجح ينمو بين تفاصيل حياة الناس

يضع إصبعه على الألم ولا يتقمص دور الطبيب أو الواعظ.. الرستم:

القاص الناجح ينمو بين تفاصيل حياة الناس
- هل تشعر بأن الكتابة وجع؟
لا.. بل أجد الكتابة نوعا من التنفيس والتخفف من الوجع وليس العكس.
- «النبش بين الركام» عنوان أحدث مجموعاتك.. ماذا تعني بالعنوان؟
هناك من بين الركام ما يستحق النبش والبحث عنه، وقد تعثر على مصباح ما زال يتنفس الضوء، أو تعثر على كسرة خبز ما زالت صالحة للأكل، وقد تعثر أيضا على دمية تحكي عيناها شغف طفلة، إنه الأمل أينما تنقب عنه ستجده ينمو من بين كل هذا الركام.
- كيف ترى حضور القصة القصيرة جدا في المملكة؟
القصة القصيرة تسجل حضورا واضحا وأرقاما كبيرة في عدد الإصدارات بالمملكة، لكن أغلبها ليست بذات قيمة مع الأسف الشديد، نحتاج إلى غربلة الأعمال قبل فسحها من قبل وزارة الإعلام أو أي جهة معنية بذلك.
- هل مطلوب من القاص أن يكون حاضرا بين ناس المجتمع ليكون كاتبا للنص القصصي؟
نعم مطلوب من القاص أن ينمو بين كل هذه التفاصيل التي تشغل حياة الناس، في البيت في الملعب في المقهى في كل مكان ليسجل موقفا واضحا لا خبرا مبهما.
- واضح في نصوصك التركيز على القضايا الاجتماعية.. هل هو دور القاص؟
دور القاص أن يصرخ ويضع إصبعه على «ورم» ما، شريطة ألا يتقمص دور الطبيب أو الواعظ، فالمجتمع ينبض بالكثير من القصص والحكايات، لكنها لم ترو بشكل جيد، لذا أحاول كقاص أن أتأمل أحوال المجتمع وأتابع عن كثب ما يدور من صراعات بين قوى مختلفة تشي بنص ثري وممتع.
- يبدو أن طبيعة عملك لها دور كبير في التقاط معاناة الناس..
هذا صحيح، فطبيعة عملي في المستشفيات كشفت لي جانبا آخر من الحياة، حياة مبللة بالدموع وبقايا عقاقير تفوح برائحة الموت، وحياة صاخبة بصراخ المرضى من أثر الحرمان والوجع، وفيها حكايات تخرج من رحم المعاناة بلا زيف ولا تكلف.
- حدثنا عن حضور قوة التصوير الفني للمكان والشخصيات في «النبش بين الركام»..
أتمنى أن أكون قد وفقت لذلك، فلا بد للكاتب أن يتمتع بخيال تصويري واسع ولغة خصبة بالمفردات ليتمكن من توظيفها بشكل جاذب ومحبب يجعل المتلقي في قلب الحدث، ويسبب له حالة من التعطش لمواصلة القراءة إلى آخر السطر.
- كيف كانت تجربتك في طباعة أعمالك القصصية؟
تجربة مميزة جدا، لم أنتظر طويلا حتى أصدر مجموعتي، وأدين بالفضل بعد الله عز وجل لرئيس نادي الجوف الأدبي عبدالعزيز النبط، الذي اعتنى بمجموعتي كما يعتني الوالد بعياله، وحرص على طباعتها على وجه السرعة.
- يقال إنك تستعد لإصدار أول عمل روائي لك.. حدثنا عن ذلك.
نعم روايتي القادمة هي تجربتي الأولى، كتبتها قبل خمس سنوات خلت وأعدت كتابتها أكثر مرة، وأوسعتها كماً من الأحداث والشخصيات، وأضرمت تحتها النار كي تنضج ويصبح مذاقها مستساغا، وتناولت فيها مجموعة من القضايا أبرزها العنصرية بأشكالها، وهي الآن في طور الطباعة، وسبق لها أن فازت بجائزة راشد بن حميد للإبداع الأدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
- ما الفارق بالنسبة لك بين القصة القصيرة والقصيرة جدا؟
الفارق بينهما في الكثافة الدلالية واللفظية، فالقصة القصيرة جدا أشد كثافة وأصعب في التكنيك من القصة القصيرة، بحيث تكون كالومضة في خلق الدهشة على محيا القارئ، لكن هذا اللون قليل من يتقنه ويجيده بحرفية عالية.
- هناك عزوف واضح من مثقفي الأحساء عن ناديهم.. في رأيك ما السبب؟
أظن أن العزوف ناتج عن بعض التقصير من بعض القائمين بشؤون النادي، حقيقة لا أعلم سببا واحدا يجعل كثيرا من الكتاب لدينا يطبعون إنتاجهم الأدبي في أندية أخرى خارج نطاق نادي الأحساء الأدبي الذي يفترض أن يكون الحاضن الأول لهم ولأعمالهم، كما أن عدد الدورات والمحاضرات والأنشطة الثقافية التي أقامها النادي يكاد يعد على الأصابع، وهذا ما يتضح لي من خلال متابعتي لحساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعدد الإصدارات التي تصدر في السنة ينبئ بأن هناك خللا لا نعرف له سببا مقنعا حتى الآن، وآمل أن أرى أدبي الأحساء قريبا في أعلى مكانة بما يملكه من مثقفين أكفاء يصلون بالنادي إلى أن يمسك بزمام كثير من الأنشطة الثقافية على المستوى العربي والعالمي. وهم أهل لها متى ما أرادوا ذلك.
- كيف ترى تجربة الشباب القصصية؟
لم أطلع كثيرا على إنتاجاتهم، ربما هذا تقصير مني، لكن ما وقع في يدي لم يكن مشجعا حتى الآن.
- مَن مِن كتاب القصة تحرص على متابعتهم؟
هناك كتاب لا يمكن أن أتجاوزهم لبراعتهم وقوة تأثير نصوصهم علي، أبرزهم: ناصر الجاسم وعبده خال وعبدالعزيز مشري وقماشة العليان وأثير النشمي وموسى الثنيان.
- هل تحرص على الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي؟
نعم أحرص كمتابع وليس كمشارك، لأنه يختصر علي المسافة للوصول إلى أي من الكتاب ممن أرغب في التواصل معهم.
- في قصتك «حسناء البحر» كان النفس السردي القوي واضحا.. لكن نهاية القصة جاءت كالحلم.. فهل هو هروب من حل آخر؟القصة مستوحاة من قصة حقيقية حصلت معي أثناء وجودي في مدينة ينبع البحر قبل أكثر من ١٠ سنوات، وكتبتها بتصرف شديد، أما عن قصة هروبي من اختيار نهاية غير أن تكون حلما، ففي الواقع لم أحاول ذلك لأن القصة كتبت نهايتها من البداية.
الكتابة «تنفيس» وتخفيف الوجع وليس العكس
«القصة» في المملكة .. أرقام كبيرة تحتاج «غربلة»
أكد القاص عبدالله الرستم أن كتابة القصة بالنسبة له بمثابة «تنفيس» يخلصه من الوجع، وأن المطلوب من القاص أن ينمو بين التفاصيل التي تشغل حياة الناس في كل مكان ليسجل موقفا واضحا لا خبرا مبهما، مشيرا إلى أنه يحاول أن يتأمل أحوال المجتمع، ويتابع عن كثب ما يدور من صراعات بين قوى مختلفة تشي بنص ثري وممتع، وأن المجتمع ينبض بالكثير من القصص والحكايات التي لم ترو بشكل جيد، ودور القاص في ذلك أن يصرخ ويضع إصبعه على «ورم» ما، شريطة ألا يتقمص دور الطبيب أو الواعظ.